المقالات

سقطنا في ملهيات الدنيا

 

بقلم إبراهيم النعمي

(حج الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك ذات مرة ، وبينما هو يطوف بالبيت رأى سالما بن عبدالله بن عمر بن الخطاب
وحذاءه مقطعة في يده وعليه ملابس لاتساوي درهمين
فاقترب منه وسلم عليه ثم قال له:
يا سالم ألك إليّ حاجة؟!
فنظر إليه سالم مستغرباً وغاضباً، ثم قال له :
أما تستحي ونحن في بيت الله وتريد مني أن أرفع حاجتي إلى غير الله ؟
فظهر على وجه الخليفة الإحراج والخجل الشديدين وترك سالم وأكمل طوافه
وأخذ يراقبه فلما رآه خارجاً من الحرم لحقه وقال له:
يا سالم أبيتَ أن تعرض علي حاجتك في الحرم فاسألني الآن وأنت خارجه
فقال له سالم : هل أرفع إليك حاجة من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟!
فقال الخليفة :
*يا سالم من حوائج الدنيا، فإن حوائج الآخرة فلا يُسأل فيها إلا الله.
فقال سالم
يا هشام والله ما طلبت حاجة من حوائج الدنيا ممن يملك الدنيا ، فكيف أطلبها ممن لا يملكها ؟!..

عندها دمعت عينا الخليفة هشام بن عبدالملك وقال مقولته الشهيرة :
ليتني مثل سالم بملكي كله !!!).

هكذا سقطت الدنيا وزخرفهامن أعين العارفين بالله والمؤمنين حقا بالله الذين لاهم لهم في الدنيا إلا محبة الله ورسوله ورضا الله عنهم وعدم التعدي على الاخرين والخوف من عقاب الله والفوز بالجنة والنجاة من النار .

ونحن اليوم في هذه الدنيا الفانية نتخاصم من أجل الدنبا واخذ حقوق الآخرين بالظلم والعدوان وشهادة الزور .

ونحن اليوم نتصالح ونحب ويبغض بعضنا البعض من أجل هذه الدنبا الفانية وبعضهم يظلم اهله وجيرانه ويأخذ حقوقهم ولايخاف من عقاب الله وبعضهم يقتطع بضع امتار من جاره بشهادة الزور والبهتان ولايخاف من الحساب والعقاب همه ملهيات ومغريات وشهوات الدنيا فقط.

وعلينا جميعا الرجوع إلى سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والحذر من الركون إلى الدنيا .

بقلم إبراهيم النعمي

المراجع

?[البداية والنهايةلإبن كثير {235/9}

 

مقالات ذات صلة

إغلاق