المقالات

اليوم ،كعادة بناتي عند عودتهن من المدرسة، ،،،،

 

 

بقلم / مريم حسن

اليوم كعادة بناتي عند عودتهن من المدرسة
وأصوات مشاغباتهن الممتدة من تأثير المدرسة إلى المنزل، فحين خروجهن الصباح بحالة الهدوء، والعودة بكل ضجيج العالم يأتين.. ومعهن ذكريات تشبه ذكرياتنا ،ولو من بعيد…
الزي
الحقيبة
رائحة الكتب
و حلويات المقصف المدرسي

رغم اختلاف الكثير، تظل لذة هذه الحلوى في فمي، و لا أذكر متى كانت آخر مرة ذقتها، أكاد أجزم أنني لو لم أذقها اليوم ما رجعت بذاكرتي العتيقة، أنني يوم ما أكلتها..
لم يكن بخاطري مطلقا من قريب أو بعيد ان أتذوقها، ربما هيبة الأم، و مكانة المعلمة بداخلي تمنعني أن ألعقها أمام بناتي.

لكن ،حين أهدتني ابنتي ،وقالت أول مرة: ماما هذه لك!!

ربما كانت تحاول أن تنشئ حوارا بيننا ؛ مجاملة منها ،حال زمجرتي عليهن لخلع زي المدرسة مجرد دخولهن المنزل..

قبلّتها مع حضن حانٍ، لا أرغب حينها ، حتى يغيرن إلى ملابس المنزل..

الشاهد لهذه الصورة أنني حلّقت مع رائحة الحلوى ونكهتها ، وعدت بعمر بناتي، أستعذب كل لعقة وحلاوتها بروائح أثارت ذاكرتي العتيقة التي طغت هيبة الأم عليها ، وأزحتها ،وتحول الحوار الجاد إلى ضحك، أن ماما تستمع بها وكالاطفال تلعقها ،

قسرا رسمت عليّ ابتسامة ،بها تفاصيل زمان، كنا بذات العمر،
حاسة الشم وحاسة التذوق أظنها ، بل أجزم أنها أقوى محفزات الذاكرة..

شكرا بناتي الصغيرات، بكنّ يستمر عطائي.
_____

 

مقالات ذات صلة

إغلاق