المقالات
*مجلس تعاون قوي وموحد*
بقلم *عبد العزيز بن محمد أبو عباة* مجلس دول الخليج يعد منظومة متكاملة وأسرة واحدة يربطها صلة الدم والرحم والهموم المشتركة والعادات والتقاليد المستمدة من ديننا الحنيف، وما يجمعها من قيم وأخوة يجعلها كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، ومما يؤكد ذلك أنه بالرغم من الخدش الذي حدث بين دوله في بعض المسائل التي تتعلق ببعض الرؤى و السياسات إلا أن العلاقات والترابط الأسري لم ينقطع، بل ظلت الوشائج متقدة وفي أحسن حالاتها ، فمهما حدث الخلاف بين دول الخليج إلا أن روح الأخوة والأهداف المشتركة تحتم ضرورة الاتحاد والوحدة في ظل التآمرات الخارجية وتربص الأعداء للنيل منها وزعزعة أمنها وطمس هويتها وتفتيت ثرواتها وسلب أحلامها في أن تكون دولاً ذات سيادة وواحة لأمن المنطقة وشعوبها، ولهذا استشعرت دول الخليج هذا الخطر فكان التحرك الأخير لولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود لردم الهوة واستعادة الوحدة لدول الخليج، حيث دعا لقمة في الرياض جمع لها كل قادتها وكان لقاءً مهما اتسم بالصراحة والشفافية ، وكانت نتائجه وتوصياته مثمرة، وسينعكس أثره الإيجابي على شعوبها ويحقق طموحها في التكامل والوحدة ، ولا سيما في المجالات الاقتصادية كما نص النظام الأساسي للمجلس على ذلك، حيث جاء فيه ما نصه “تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولا إلى وحدتها” ويأتي تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك في مركز متقدم ضمن مجالات التكامل بين دول المجلس. وقد نجحت دول مجلس التعاون الخليجي في تعميق العلاقات الاقتصادية فيما بينها لكن الطموح إلى الوحدة لم يتحقق بعد، ونامل أن تكون القمة الأخيرة بداية لوحدة حقيقية.
|