بقلم / لمياء عبدالله النفيعي |
تُكتب ” أنتِ ” بالكسرةِ ولا تكتب ” أنتي ” بالياء !
مهلاً رويدك ” نحنُ ” بالضمة فلا تضاف إليها ” الواو ”
هذا غيض من فيض مما آل إليه هذا الجيل والذي قبله فتجد في قراءاتهم لحناً وفي صياغتهم ركاكة وضعفاً ، و دليلُ على أن اللغة العربية أصبحت مهددة بما يشبه بالانقراض ! بإحلال اللهجة العامية بدلاً منها مما أدى إلى اتساع الهوة بين الفصحى والعامية ، مع مرور العقود أصبحت اللهجة العامية متصدرة في جميع القطاعات وشرائح المجتمع وفي الحياة اليومية ووسائل الأعلام المسموعة والمرئية والفضائية ويلاحظ المشاهد اختلاف اللهجات من مجتمع لآخر فيصعب على المتلقي المتابعة ، ولا تستخدم إلا الفصحى في النشرات الإخبارية ، وقلة في برامج الأطفال الهادفة .
تواجه اللغة العربية في يومنا هذا معوقات عديدة للقضاء عليها وطمس هويتها كالتطور التقني وتيارات العولمة المختلفة ومزاحمة اللغات المتنوعة ، وانتشار ظاهرة ( فرانكو آراب ) وهي ترجمة العربية إلى الانجليزية بأحرف لاتينية التي تستخدم في الدردشة والمحادثات القصيرة حيث كانت خدمات الانترنت لا تدعم إلا الحروف اللاتينية ، ومع مرور الوقت أصبحت هذه الظاهرة متداولة عبر جميع وسائل التواصل الاجتماعي مما ساهم في ضعف اللغة ، وفي مناطق الخليج العربي انتشرت اللغة المكسرة للتواصل مع العمالة الوافدة التي تستعين بها المؤسسات الحكومية والخاصة ، وفي مجال التعليم إقبال كثير من الأهالي تدريس ابنائهم المناهج الاجنبية والاعتماد عليها في حياتهم اليومية وإهمال لغتهم العربية وان تخاطب معه أحد يكون باللهجة العامية مما يؤدي إنشاء جيل غير متمكن لغويا ويفقد هويته العربية ويواجه صعوبات التعلم والتكيف مع لغته الفصحى ، مع أنه لا مانع من تعلم اللغات الأجنبية بشرط أن تكون لغة ثانوية وتستخدم في مساحتها المخصصة لها كمجال الاعمال والدراسة والاعلام المرئية والسمعية وكيفية التعامل مع المواقع الالكترونية والتكنولوجيا ولكن نجعلها لغة بديلة للغتنا ! هنا يدق ناقوس الخطر .
هذه المعوقات وغيرها نراها تتضخم يوماً بعد يوم وخطرا محدقا على اللغة العربية دون إيجاد حلول جذرية برغم الاحتفاء بلغتنا العربية كل عام في 18 ديسمبر إلا أننا أهملنا لغتنا وحضارتنا ومجدنا وتاريخنا وأصبحت اللهجة العامية هي المسيطرة ، وباتت الفصحى المنطوقة لم يعد لها وجود إلا في ميادين معينة وهذه ظاهرة خطيرة لأن ضياع اللغة يعني ضياع أهلها وطمس هويتها ، وقد تعاني من أزمة مصيرية بأن تتحول إلى لغة ” الدين ” كما حدثت للغة اللاتينية التى انقرضت وصارت تقرأ في صلوات المسيحيين فقط حتى البعض منهم لا يدرك معاني العبارات التي يرددها ، وقد انقرضت لغات مما أدى إلى زوال أمم من الوجود فهل يصبح هذا الحال في لغتنا العربية ؟!
اذاً لابد من مشروع عربي للنهوض باللغة العربية وما تواجه من تحديات ، واتخاذ اجراءات لتعزيزها ودعمها وغرس حب اللغة في نفوس ابنائها وتوعية الأسرة وحرص وزارة التعليم بأهمية اللغة العربية ورسخها في اذهان النشء ، وأنها لغة القرآن الكريم يجب التمسك بها وألا تكون لغتهم الفصحى بين مطرقة العولمة وسندان العامية .