المقالات
الأسلوب الحكيم
وسماه بعض العلماء أسلوب الحكيم ، هو من الأساليب البلاغية التي خلت منها -أو تكاد- بعض كتبنا المدرسية في العالم العربي، رغم جماله.
معناه:
أن تتلقى المخاطَب بأمر لا يتوقعه.
وله طرق منها :
ترك سؤاله، والإجابة عن سؤال آخر افتراضي ، أو الإجابة عن سؤاله بغير ما يقصد السائل،
كأنك تقول له : كان ينبغي أن تسأل عن كذا.
أمثلة :
قوله تعالى:
{ يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج}
لأن بعض الصحابة سألوا الرسول عن الهلال ، ما باله يبدأ صغيرا ثم يكبر،ثم يتضاءل حتى يختفي ،فعلمهم القرآن أن الأهلة هي مواقيت للعبادات.
2- سئل أحدهم: ما ادخرت من مال؟ قال :لا شيء يعادل الصحة.
إذن عدل المجيب عن إجابة السؤال ، وأفاد أن الصحة أفضل كنز يتمتع به الإنسان ويدخره.
والأمثلة كثيرة أشهرها من القرآن- غير ما تقدم- { يسألونك ماذا ينفقون ، قل ما أنفقتم من خير فللوالدين…}
وفي غيره ؛قصة الحجاج مع الخارجي ،حين قال له: لأحملنك على الأدهم”القيد”، فرد عليه: ومثلك يحمل على الأدهم والأشهب”الخيل”. والحوار بينهما طويل ، ومليء بأسلوب الحكيم.
—-
طارق يسن الطاهر