المقالات
أخر الأخبار

أين حقوقي ؟

 

بقلم / لمياء عبدالله النفيعي

هل رأيتَ دمعةُ طفلٍ مُضطهد ؟ هل شاهدتَ لاجئاً تائهاً ؟ هل سمعتَ عن الإبادةِ الجماعيةِ ؟
أم لم ترى ما خلفتهُ الحروب ؟ أو شعرتَ بمعاناة لمن يطالب بالمساواة في الحقوق ؟ وهل تألمتَ ممن تأذوا من العنصرية ؟
وهل سمعتَ بكاء مريضٍ لايجد ثمن الدواء ؟ أو بكاء جائع لايجد ثمن الرغيف ؟

فكم انتهكت حقوق ! وكم سُلبت حُريات ! وفُقد الأمان !

منذ بدء الخليقة كان هناك صراع في مجتمعات الشعوب البقاء للأقوى جسدياً ومادياً حيث تُسلب الحرية والأموال والاستعباد والاضطهاد بجميع انواعه ، والاطلاع على التاريخ كم شعوب أهلكت بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان ؟ وكم شعوب نهضت وبقت آثارها للأجيال لأنها رفعت من مكانته ومنحت لهُ حقوقه التي شُرعت له في هذه الحياة .

يحق لكل فرد أن يعيش في وطنه حياة كريمة وتحفظ له كرامته ويحصل على المساواة وعدم التميز والتفرقة وحق التعلم والعمل وغيرها من حقوق وهي متأصلة في طبيعة البشر بحيث لا يمكنهم العيش بدونها ، وإنكار هذه الحقوق أو انتهاكه تسبب مأساة وعواقبها وخيمة التي تمهد للنزاع والعنف في المجتمعات .

لقد كرم الله عز وجل الإنسان وفضله عمن خلق تفضيلا ، ومن هنا أولى الإسلام اهتمامًا خاصاً ، ومنحه من الحقوق ما ينسجم مع تكريم الله لهُ .

فقد شرع الاسلام منذ أربعة عشر قرناً حقوق الانسان وبذلك سُبقت كافة القوانين الدولية والنُظم الوضعية في سنَّ تلك الحقوق من مدنية واجتماعية واقتصادية وثقافية وحقوق فردية وجماعية ليكفل لهم حياة طيبة كريمة يسودها الحق والعدل والمساواة والسلام ،
ولا تمييز بين الأفراد أو جنس أو لون أو لغة أو دين من دون زيادة أو نقصان .

ان تلك الحقوق الإنسانية حق لجميع البشر في هذه الحياة ولا تُسلب منهم بالقوة، ولا بالإكراه ، بل بتطبيق العدل ، وجعل الناس سواسية ، وموضوع حقوق الإنسان كان محور اهتمام المحافل الدولية والمحلية والإقليمية بسبب انتهاكات حقوق الإفراد وحرياتهم في المجتمعات ، مما أدى إلى انتشار الحروب والصراعات ، والإضرابات المدنية ، ونقص الغذاء والدواء .

فُبذلت جهوداً حثيثةً لإقرار الحقوق الأساسية للإنسان ومع بداية القرن العشرين بدأ الشعوب بإنشاء منظمات دولية ومن ضمنها منظمة العفو الدولية ، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تطورت مفاهيم حقوق الإنسان الحديثة واعتمدت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة التي أصدرت اعلان عالمي تتلخص في حق بني البشر دون تمييز في التعليم والصحة والمأوى والتملك والأمن والغذاء والحرية وغيرها من حقوق والالتزام بها في 10 ديسمبر من كل عام .

رغم مرور 73 عاماً على الاعلان من أجل مناصرة حقوق الإنسان والدفاع عنهم مازالت تلك الحقوق في تراجع وتعثر أو يعجز تطبيقها في بعض الدول ، أو يصعب عليهم الحصول على كل هذه الحقوق في مناطق أخرى في العالم فتلاشت بعض من حقوق الإنسان الأساسية وحق بقاءه في الحياة و الإقرار بتأكيد حقوقه في جميع المجالات .

خلال تلك العقود مرت أحداث مؤلمة شهد لها التاريخ من لاجيء الحروب ، والنازحين ، والاضطهاد العنصري والعرقي والديني التي أصبحت ندوب غائرة في نفوس البشرية .

لذا حقوق الانسان ليست طواعية بل حقوق عالمية غير قابلة للتجزئة ، تلك الحقوق من مدنية وصحية وسياسية واقتصادية وثقافية مترابطة ومتأصلة في كرامة كل كائن إنساني ويحق له التمتع بها بموجب اتفاقيات حقوق الإنسان .

وقفة تساؤل !
متى يرتقي البشر لمعالجة الاسباب الجذرية الكامنة وراء النزاعات والصراعات في المجتمعات ليضمن كل فرد حقه في المجتمع ، ويعيش حياة كريمة ، والتصدي للكوارث البئية وإيجاد الحلول للحد من تفاقمها ليعيش الانسان في بيئة صحية ، والتمسك بمبدأ المساواة والاحترام وعدم التفرقة والتمييز العنصري وإلغاء الطبقية وعمارة الأرض بطريقة عادلة من أجل أجيال اليوم والغد .

مقالات ذات صلة

إغلاق