المقالات
ملاكُ الروحِ ..
هي زهرةٌ تشدو بها أعماقي
فأشُمُّ فيها صُحبتي ورفاقي
ملَّكتُها روحي وقلبيَ بالهوى
وجعلتُها النبراسَ في الأخلاقِ
ما الحبُ إنْ لم تمتزجْ أرواحُنا
كتمازُجِ الدمعاتِ بالأحداقِ؟
قد بانَ مجراها الذي في خَدِّنا
كأسَ البياضِ جلا سوادَ الساقِي
من ذا يُكذبُنا فذاكَ جوابُنا
سلسالُ ماءِ محبةٍ رقراقِ؟
ماذا أقولُ؟ وهلْ لمثلِكِ يا أنا
روحانِ في روحٍِ سمتْ بعناقِ
كالسُّكَّرِ الممزوجِ ذُبنا فاحتوى
ماءُ الهوى شهداً ألذُّ مذاقِ
يجري على شفتيكِ، تسكبُ ماءَهُ
عيناكِ، في كأسِ الهوى ترياقي
ماذا أقولُ وأنتِ مصباحُ الدُجَى
شمسُ الصباحِ، عبيرُ كلِّ تلاقِ!؟
أنتِ النسيمُ على الفؤادِ هَبوبُهُ
يسري كعطر في سما أشواقي
أنتِ الضياءُ بمرتعِ الغيدِ الذي
يكسو الجمالَ مهابةَ الإشراقِ
لملمتُ أشلائي بكلِّ محطةٍ
أطلالَ شاعرةِ الفتى المشتاقِ
والعمرُ يرخصُ إنْ طلبتِ فكلُّهُ
ساعاتُ أحلامٍ وحُسنُ وفاقِ
وبكِ ابتدأتُ مشاعري فتنفسي
روحَ المودةِ، أشعلي أعماقي
يا أجملَ الأيامِ من لي إنْ طغتْ
بالحبِّ كفُّ هجيرةٍ وفراقِ
ظلتْ بقلبي الذكرياتُ حبيسةً
جفَّ الفراتُ. فأين ماءُ عراقي ؟
أنا عادلٌ يا حبُّ، لولا أنني
أحببتُ صِدقاً دونَ أيِّ نفاقِ
لنسِيتَهُ ونسيتَ صحبي كُلَّهُم
إلَّا الحبيبَ مُتَمِّمَ الأخلاقِ
فلأنتِ عهدي يومَ أنْ وثَّقُتَهُ
ديوانَ شعرٍ بالشعورِ الراقي
أنتِ العهودُ لكلِّ نبضٍ خافقٍ
منكِ استفدتُ قداسةَ الميثاقِ
سطّرتُها عرضَ السماءِ وثيقةً
قيَّدتُها كي لا يُفَكُّ وثاقي
فلتحفظي عهدَ المودةِ بيننا
من أجلِ عينِ العاشقِ المشتاقِ
عادل عباس