المقالات

في اليوم العالمي للتطوع: إنجازات ريادية

 

محمد سعيد أبو ملحة*
يحتفل العالم في الخامس من ديسمبر كل عام منذ عام 1985م باليوم العالمي للتطوع للتعبير عن شكره للمتطوعين على مجهوداتهم وزيادة الوعي بمساهماتهم المجتمعية التي تدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتساهم في تحقيق الاستدامة البيئية.
وقد أدركت بلادنا أهمية العمل التطوعي فأعطته جل اهتمامها بل وجعلته أحد مستهدفات الرؤية التنموية 2030 التي حددت العدد المستهدف للمتطوعين بمليون متطوع و 50 مليون ساعة تطوعية بحلول عام 2030م، إدراكاً منها لدوره في تفعيل طاقات المجتمع وإثراء الوطن بمنجزات أبنائه وسواعدهم، وكانت منصة العمل التطوعي التابعة لوزارة الموارد البشرية بمثابة بنك لرصد الفرص التطوعية وتيسير الوصول اليها والحصول على إشعاراتها، وتسجيل الساعات التطوعية المنفذة من خلالها، بكل ما يتركه ذلك من أثر اجتماعي وبيئي واقتصادي.
ولعل تزامن اليوم العالمي للتطوع مع جائزة المملكة الكبرى للفورمولا 1 في محافظة جدة قد أضفى على هذا اليوم مذاقاً خاصاً، في ظل مشاركة المتطوعين في الجهود التنظيمية لهذا الحدث الكبير الذي تنظمه وزارة الرياضة والاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية وبرنامج جودة الحياة، ويقام على حلبة يبلغ طولها 6175 متراً بها 27 منعطفاً على كورنيش جدة.
لقد كان لجمعية البر بجدة حضور قوي مع العمل المجتمعي عبر استلهام مستهدفات الرؤية التنموية في جميع أهداف الجمعية الاستراتيجية، وقد برز دعم التطوع كواحد من الأهداف الاستراتيجية فيها، فتم فتح المجال لتسجيل المتطوعين والمتطوعات ليصل عدد المسجلين في الجمعية 3427 متطوعاً وهم في تزايد مستمر، كما بلغ عدد الفرق التطوعية 30 فريقاً تضم 1350 متطوعاً ومتطوعة جميعهم مسجلون في المنصة التطوعية التابعة لوزارة الموارد البشرية، كلاً حسب تخصصه وقدراته.
لقد أبلى متطوعو جمعية البر بلاء حسناً وأثبتوا فاعليتهم خلال جائحة كورونا من خلال قيامهم بحملات توعوية لمرتادي الأسواق والمتاجر الكبرى بالتعاون مع عدد من الجهات كأمانة جدة، كما ساهموا في مساعدة كبار السن في محطة قطار الحرمين، ناهيك عن جهودهم في التشجير في عدد من الحدائق تفاعلاً مع المبادرة الخضراء التي أطلقها سمو ولي العهد والتي ستسهم في تحقيق الاستدامة البيئية ومكافحة تدهور الأراضي وانبعاثات الكربون، إضافة الى جهود المتطوعين المتتالية والمتنوعة في مبادرات الأيام العالمية، ولا ننسى أدوار المتطوعين في توزيع السلال الغذائية في رمضان وزكاة الفطر والأضاحي حيث كانوا أحد الاجنحة التي حلَّقت بها الجمعية في فضاءات الخدمات الاجتماعية.. بل وتجاوزت أدوارهم ذلك كله الى المساهمة من خلال الفريق الهندسي في الوقوف على مشاكل الأحياء والتنسيق مع الجهات المختصة لحل تلك المشاكل..
وما زال الحديث عن العمل التطوعي ذا شجون ولكن يكفي من القلادة ما ظهر بالعنق..
وهذه دعوة لكافة المؤسسات والقطاعات المختلفة لتفعيل هذا العمل الإنساني التنموي ودعمه، أداء منهم للمسؤولية الاجتماعية التي تعتبر أحد المستهدفات التنموية.

عضو مجلس إدارة جمعية البر بجدة رئيس نادي البر التطوعي

 

مقالات ذات صلة

إغلاق