المقالات

وجودهم شريان حياة

 

بقلم : رباب أحمد إبراهيم زاهد
” المدينة المنورة ”

وصَف زكريا تأدباً لربه ما تشتد معه الحاجة إلى الولد
حالاً ومئالاً عند الكبر ، فكان وهن العظم وعموم الشيب حالاً مقتضياً للاستعانة بالولد مع ما يقتضيه من اقتراب إبان الموت عادة ، فذلك مقصود لنفسه ووسيلة لغيره وهو (الميراث بعد الموت ).
[قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا] [ مريم: 4] أصبح ( كبار السن ) مادة ساخرة للاستعراض ..!
( إنهم يتكاثرون فلنتخلص منهم ) ..!
والإستناد على نظرية التطوع الإجتماعي المنحرف أخلاقياً وإنسانياً
وباقوال أفواه وأقلام غربية لا تعرف الرحمة قلوبهم ولا يعلمون شيئاً من دروب البر
الحل الأول: الاستمرار في إيهامهم بأنهم بلا فائدة، وأن ما يمتلكونه من علم ومعرفة وخبرات قد انتهى مفعوله،
الحل الثاني : فهو تقديم «الموت الرحيم»،
تباً تباً …
و كما قال “عمر الفاخوري” ( 15 سبتمبر 1895م – 24 أبريل 1946م)، أديب وناقد ومفكر لبناني، ويعتبر علم من أعلام النهضة الأدبية المعاصرة في لبنان.
“لنكون أدباء من لحمٍ ودم ، لا من حبر وورق ، لنفهم مشاكل الناس الانسان وقضاياه، ثم وهذا هو الأهم لنرصد العصر، ونفهم روحه وخطه، ولنكون ضمير هذا العصر كما ينبغي لنا أن نكون ” .
في كل الأديان والثقافات على مر العصور
تعتني الأسرة والمجتمع بكبار السن .
فوجودهم شريان حياة
والحاجة لهم لا تقل أهمية عن حاجتهم .
فالمسن وإن تقدم به العمر فهو الأقدر في نقل وسرد المعرفة للأجيال اللاحقة وتقديم الاستشارات والنصائح والحلول من خلال الخبرة التي اكتسبها طوال حياته، في كثير من مقاييس الأداء على المستوى العام والخاص ..
وقيادتنا الرشيدة لم تأنى يوماً حرصاً من الاهتمام بهم وتوجيه الجهات المختصة من وزارات وجمعيات ومؤسسات حكومية وأهلية بتقديم كل ما يلزمهم من خدمات .
ولم ولن يعوزهم توجيهات عقول مغيبة تحرص وتشجع على خلق فرص العمل (لكبار السن ) حتى يشعرهم بقيمتهم ومكانتهم ..!
نسوا وتناسوا ما قدموه للمجتمع وهم في أمس الحاجة للراحة والترفيه عن النفس وعيش الحياة الكريمة .
كبار السن وجودهم بركة من عند [ الله عز وجل ] ثم الاهتمام والعناية بهم له أوجه كثيرة
بالمعاملة الطيبة والتبسم لهم وشكرهم على ما قدموه وفعلوه وإتاحة الفرص لهم دوماً في المشاركة والتفاعل بالمناسبات والتقرّب منهم والقيام بأمور يحبونها، وتخصيص جزء من الوقت للجلوس معهم والاستماع إليهم ومعرفة ما يقلقهم ويزعجهم والعمل على مساعدتهم وتخفيف وطأة أوجاعهم مما يؤلمهم ويكدر صفو أرواحهم ليشعروا بالصحة والسعادة .. والإقدام على مشورتهم والأخذ بنصائحهم شاهد عيان لأهمية تفاعلهم فتظل مكانتهم محفوظة بين أفراد العائلة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام،
كل ذلك كحد أدنى واجب من واجباتنا …
كأبناء .. كمواطنين نسعى لبرهم والعمل على راحتهم .
‏[ ‎وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَن
‏‎عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا
‏‎.تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ] [الاسراء 23]

مقالات ذات صلة

إغلاق