المقالات
ثقافة التأليف والساحة الأدبية السعودية
بقلم / شوق السماعيل تويتر : sh9009_
نَشهد في الآونة الأخيرة بروز شخصيات أدبية سعودية تحتذي نهجاً قويماً وترتدي حلّةً أدبية مميزة تتجلى من قوّة مؤلفاتهم وسماكة أحرفهم ، وفي ذلك ما شُوهد في الأعوام الماضية ، وُيبدى كصراعٍ ثوري ، ما بين مُكتسحي الساحات ، ومتسّلقي ” الأدب ” وأولئك الذين ترسخت ألقابهم بكل جدارة واستحقاق في عالم التأليف والنشر والتوزيع ، واتصل ذلك اتصالاً تأثيلياً في الساحات الفنية والثقافية ، حيثُ في فترة من الفترات ؛ شُوهدت نسبةٌ مهولة ممن لا ينتمون إلى الأدب انتماء فعلياً قد أقحموا ذواتهم به إقحاماً مغلوطاً ، إلى جانب عدم تزحزحهم ، وتقّعرهم في الدرك الأسفل من السفسطة الأدبية . اما الآن ، فإننا نُبصر بذلك الفرق الملحوظ ، وإثبات الكثير من الأسماء القوية التي غَرفت من بحار الأدب أجلّه وأعذبه ، واعتبرت من تجاربٍ سبقتها ، وأدركت ماهية نسجه ، وعِظم حرفه ، وتضاحل الإفلاس الثقافي ، حيثُ تجلى مضمونها ، فإن لم يكن كـ كُل ، فإنه كـ جزء ، واحتل ذلك من التيارات الفكرية أرسخها وأصّحها ، وغدت ميداناً يكاد أن يخلو من العلِل الثقافية ، فضلاً عن القضاء على آفات التأليف وإصدار الكتب ، والمقصود بالآفات هُنا ؛ جماعة التبعية ، الذين يرُكزون على الشكليات ويُهملون المحتوى . وإن كان هناك من يقدس الثقافة الأجنبية ، فإن ما يرفض فكرته جملةً وتفصيلاً هو تّغير مجتمع الأدب العربي وخصوصاً ” السعودي ” إلى الأفضل ، وازدهار صنيعه ، وتنامي إنجازه ؛ وتصّدره للقمم البواسق من خلال ذويه الذين أجادوا خَوضه . ومن تلك البدائع الأدبية ما تفوّق على نقيضه ، وفي ظل كل تلك الكركبة والتقلبات ، ينتصر الأدب أخيراً وينتصر الأدباء الذين نجحوا في وصف الساحة الأدبية السعودية وصفاً بهياً . هذا ما نتطّلع إليه ونرقب حدوثه بحول الله ، في مجتمع بات مهتماً بالثقافة أكثر من السابق ، وبات مستدركاً أدبياً وشغوفاً في البرامج الأدبية ويسعى لها بشغفٍ وعزيمة ، نبتغي سيادة الأجواء الثقافية والعلو بأبجديات الأدب ، وأن نخلق مجتمعاً أدبياً من الدرجةِ الأولى . |