المقالات

الجدل

 

لا أدري لماذا يولع البعض بالجدل .
تقابلت بالأمس مع بعض الأصدقاء الذين لم أقابلهم منذ سنوات وعندما تحدثنا وجدتُ منهم أفكار غريبة جدًا.
حاولتُ جاهدًا أوضح لهم الحق والطريق القويم ولكني رأيتُ منهم نفوراً أكثر.
وحينها فضلت تغيير دفة الحديث وتذكرت قوله تعالى(إنك لا تهدي من أحببت)..
هنالك إشكالية كبيرة في القنوات الفضائية والفضاء المعلوماتي الكبير ووسائل وتقنيات التواصل الاجتماعي المنتشرة..
والأدهى من ذلك ان الكثير بل العامة عمومًا يؤخذون العلم ممن هب ودب .
وهذا يفاقم المشكلة وتكبر الهوة ويصبح هنالك ادعاء لامتلاك المعلومة الصحيحة وتجد ان هذا او ذاك مفرغ من الداخل ولا يلوي على شيء من العلم او المعرفة
وتجده لم يقرأ كتاب البته وكل معلوماته من القناة س او القناة ص..
اعلم يقينًا ان الله اذا اراد بقوم سوءًا أعطاهم الجدل ومنعهم العمل كما ورد في الاثر عن عمر بن الخطاب رضي الله وقيل ان الاثر ورد عن الامام الاوزاعي رحمه الله.

ولكن تركهم هكذا يفاقم الإشكالية وربما تفاقمت اكثر واكثر .
اذا اردت ان تحكم على انسان فاسئله كم كتاب قرأ كما قال سقراط.
يستحيل ان تغلب الشخص الجاهل في الجدال وكما يُقال لا تصصح للأحمق لأنه سيكرهك ولكن صحح للحكيم لأنه سيقدرك..

وختامًا
من أسوء
الأوقات في عمر الفتى
اهدار وقت في جدال الغافلي ِ

قد أغلبُ
الأفذاذَ اين لقيتهم
الا الجهول بجهله هو قاتلي
سبحان القائل في محكم التنزيل (وما جعلناك عليهم حفيظًا وما انت عليهم بوكيل)
ولكن السؤال هل ندعهم في غمرتهم يعمهون ؟!

دمتم بود ..
د/علي بن مفرح الشعواني..

 

مقالات ذات صلة

إغلاق