المقالات

القلب المكسور

…………………
يجتاحُ وجديَ شوقٌ يهزهزني
ويعزفُ الصمتُ جهرَ أشعاري

يُسّطرُ الشوقُ صحافاً مُنَمّقةً
ويعزفُ اللحنَ نايي ومزماري

يُلَمْلمُ الحزنُ أفراحاً مبعثرةً
ويحفظُ الوجدُ مشكاةَ أسراري

يدمي جروحاً غائراتٍ بمهجتي
ويسبي وريد القلب دون إشعاري

يُلَجْلِجُ الفكرُ أصواتاً مُشَوّشةً
مثل الفراش يسطو على النارِ

وتسبحُ روحي في العناءِ مرغمةً
حتى تناسى بناتُ العقل أفكاري

وفي الأحشاءِ شوقٌ يمزقني
شلوًا ، على الآكامِ تَمَّ انثاري

ويمسي عذاب الشوقِ عاصفةً
بين الحنايا إعصارٌ مع النارِ

يشتعلُ الوجدُ والنارُ تلفحني
يعيثُ في القلبِ منشارُ نَجّارِ

التمسُ العذرَ تلو العذرِ معترفاً
بذنبي وعذري يتلوه أقداري

لعلَّ الحبيب يذكرُ نهرَ مزرعتي
وتَرَاقُص الريحانُ بين أزهاري !

وخرير الماء في الجداول سلسلاً
مثل الشرايين من دم الأحرارِ

وفي الجوار قصراً منيفاً أعددته
وخيمةً وبريةً تُحاطُ بالأشجارِ

فَرَشْتُ له العينين أفخم قاعةٍ
على ضفاف النون يلهو باطياري

ولَكِنْ تناسى النومَ في مقلي
وأبدى جميلاً في ثوبِ غدارِ !

كان يُجيدُ المكرَ يَخدعُ ساذجاً
ويروغُ ختالاً بهيئة الفارِ

ماحيلةُ الأعذارِ كنتُ أصوغها
كذباً وزوراً في حلي وأسفاري

كي اُسَلّي النفسَ حينَ غفلتها
وأقتلُ اليأسَ صوناً لإكباري

مَلّ الفؤادُ وغارَ الصبرُ مبتعداً
يرمي جزافاً بكذبي وأعذاري

ويبدي ما خبأت سِرًّا علانيةً
ليختفي بالنأي عَصْفُ إعصاري

ياحسرتى يعيشُ الخَدَّاعُ مُنَعّمًا
ويحيا الصدوقُ جائعٌ عاري!!

يحيى بن علي البكري
22/10/2021

 

مقالات ذات صلة

إغلاق