المقالات

وداعًا أمِّي

الشاعر الفلسطیني د. أحمد محمود الرحل

 

حُزْنِي عَمِیقٌ وَجُرْحِي لَیْسَ یَلْتَئِمُ
فَقْدُ الأَْحِبَّةِ یَا صَحْبِي لَھُ أَلَمُ

الْیَوْمَ لَیْلِي كَأَنَّ الشَّجْوَ دَثَّرَهُ
فَغَدَا كَبَحْرٍ بِھِ الظُّلُمَاتُ تَرْتَطِمُ

مَا عُدْتُ أُبْصِرُ غَیْرَ الْحُزْنِ یَخْنُقُنِي
وَالرُّوحُ تَبْكِي كَأَنَّ الْیَوْمَ تَنْقَسِمُ

وَالْقَلْبُ یَبْكِي وَدَمْعُ الْعَیْنِ مُنْقَطِعٌ
وَالْكَوْنُ حَوْلِي ظَلِیمٌ مَا بِھِ نِعَمُ

یَا صَاحِ قُلْ لِي لِمَاذَا الْكَوْن یَتْرُكُنِي
مِنْ غَیْرِ رُوحِي بِھِ الأَْحْزَانُ تَزْدَحِمُ

مَنْ مِثْلُ أُمِّي إِذَا أَبْكِي سَتَرْحَمُنِي؟!
أَوْ مِثْلُ أُمِّيَ فِي الأَْنْوَاءِ تَقْتَحِمُ

فِي ذِمَّةِ اللهَِّ یَا رُوحِي أُوَدِّعُھَا
وَأَقُولُ رَبِّي إِلَیْكَ الرُّوحُ وَالذِّمَمُ

فِي ذِمَّةِ اللهَِّ یَا مَنْ كَانَ خَافِقُھَا
فِي كُلِّ قَلْبِي لَھُ صَوْتٌ وَمُلْتَزِمُ

فِي ذِمَّةِ اللهَِّ یَا مَنْ كَانَ رَایَتُھَا
خُلُقٌ وَعِلْمٌ وَدِینٌ كُلُّھُ شِیَمُ

تَرَكْتِ خَلْفَكِ خَیْرًا لاَ أُعَدِّدُهُ
فَالله یَجْزِي وَخَیْرُ النَّاسِ یَعْتَصِمُ

الْیَوْمَ أُبْصِرُ دُنْیَا لاَ أُحَبِّذُھَا
مِنْ غَیْرِ أُمِّي تَسَاوَى النُّورُ وَالظُّلَمُ

لاَ الرُّوحُ عَادَتْ تُغَرِّدُ حِینَ أَذْكُرُھَا
وَالْقَلْبُ أَضْحَى بِغَیْرِ الأُْمِّ مُنْعَدِمُ

اللهَُّ یَرْزُقُكِ الْفِرْدَوْسَ مَكْرُمَةً
وَیَعُودُ جَمْعًا بِتِلْكَ الدَّارِ نَلْتَئِمُ

مقالات ذات صلة

إغلاق