المقالات
الحبُّ و الوطن
الحبُّ يأنفُ أن يَبُثَّ دليلا
حتى و إنْ أودى المُحِبُّ قتيلا
يسمو به الإحساس ُحين يلوحُ في
مهجِ الكلام ِ فيدهشُ التحليلا
و تطلُّ من وجناتهِ غصص الهوى
هيهات أنْ يبدو الشعورُ بخيلا
كم عاشقٍ و هواه يجرحُ غمده
و لظاهُ يشعلُ في الفؤاد صهيلا
لو أبصر العشاق صفحة وجهه
سجدوا لخالقه البديع طويلا
وطن ٌو سلَّمَهُ الجدود أمانةً
للقادمين و كم سقوه فسيلا
و اليوم و الدوح الأصيل مُحمَّل ثمرا
و طاب عقيدةً و مقيلا
طمع العداة به فأسفر كيدهم
تُهَمَاً تبثُ و تسفح التضليلا
هيهات أن نصغي لفرية حاقد
الحرُّ يأنفُ أن يكون عميلا
إنسانُ هذي الأرض فيه أصالة
و تدَّيُنٌ و الدينُ أقوم قيلا
الروح للإنسان أينع خيرها
و القلب ثغر أدمن التهليلا
و العين سارحة و في عرصاته
وحيٌّ يُرَتَّلُ بكرة ًو أصيلا
من كان يجهل أنَّ دربا واضحا
بعث الأمان و أخرس التضليلا
الصبح أشرقَ من ثنايا قائد
غيثٍ و جاد على الحياة جميلا
و أطل َّ ظلُّ الله في سلطانه
سلمانُ و ارتبك الزمانُ قليلا
عد بي إلى سبع مضين كأنها
حُلُمٌ يُسطِّرُ في الوجود جميلا
عزمٌ و حزمٌ و انتفاضة أمةٍ
تهبُ الحياة ضياءها المأمولا
المستحيل يذلُّ في خطواتها
و الخطوة الصغرى تسجِّلُ ميلا
هي رؤيةٌ عظمى و أعلى صرحها
في العالمين فتى ً يعادلُ جيلا
هذا محمدُ و ابن سلمان الحجا
درعُ البلادِ فهل رأيت مثيلا؟!
يمشي بنور الله مأمنُ شعبه
إنا نراهُ فراتنا و النيلا
و منارنا في المعضلات و من به
غيظ العداة يسومها التنكيلا
عِلْمٌ و أرقامٌ يُحَيِّرُ حفظُها
أهلَ العقول و يقرأ المجهولا
و يشدُّ بالشعب الكريم يمينه
فنضا و جرّدَ صارما مصقولا
المسلمون صلاتهم أم القرى
و دعاؤهم أن يحفظ المسؤولا.
علي خرمي
١٤٤٣/٢/١٦