المحليات

مبادرات التشجير: دلالات في يوم الوطن

محمد سعيد أبو ملحة*
تتلألأ في سماء الوطن اليوم 23 سبتمبر ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعاً وهي ذكرى اليوم الوطني الـ 91 لبلادنا، حيث نستقرئ ملاحم التوحيد التي سجلها القائد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -يرحمه الله- الذي جمع شتات هذا الوطن ووحَّد القلوب تحت راية واحدة لترسو مع بطولاته سفينة البلاد على شواطئ الأمن والأمان.
تلك اللوحة الناطقة بالبطولات تستدعي التوقف عندها ملياً واستحضار جهود المؤسس في وضع بذور المسيرة التنموية التي رعى غراسها أبناؤه البررة من بعده -رحمهم الله- وصولاً الى هذا العصر الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- الذي نرفل فيه بنعم الأمن والأمان، والإنجاز والازدهار، في ظل رؤية تنموية شكَّلت بمشاريعها الضخمة خارطة طريق لمشروع بلادنا النهضوي.
وقد كان لجمعية البر بجدة موعد مع الرؤية التنموية في كل مستهدفاتها، وكان لنا في نادي البر التطوعي التابع للجمعية وقفاتٌ نستلهم من خلالها مُحدِّدات تلك الرؤية ومحاورها وأهدافها، لنُطلَّ من نافذة العطاء على جانب الاستدامة البيئية والمسؤولية الاجتماعية التي ازدانت باللون الاخضر، مستلهمين مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر اللتين أطلقهما سمو ولي العهد لزراعة 50 مليار شجرة في الشرق الأوسط منها 10 مليارات شجرة في بلادنا بما يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية ومكافحة التلوث ومنع تدهور الاراضي، وحماية الطبيعة.
من هنا انبرت الفرق التطوعية بنادي البر المتخصصة في الجانب البيئي لتنفيذ أو المشاركة في مبادرات التشجير بالتعاون مع عدد من القطاعات ذات العلاقة.
وكان آخر تلك المشاركات قيام فرقنا التطوعية أمس بالمشاركة في تنفيذ مبادرة تشجير ممشى النخيل بجدة من خلال غرس 91 شتلة، وقد تضافرت من خلالها جهود الفرق مع جهود أمانة جدة ومركز التنمية الاجتماعية لتنفيذ تلك المبادرة بمشاركة فريقي “جدة تتنفس” و “لنغرسها” التطوعيين.
ولعلنا من باب “إسناد الفضل لأهله” نشيد بجهود الدكتور فالح الجهني المشرف على فريق البيئة بنادي البر التطوعي والذي قدم 120 شتلة لدعم هذه المبادرة وشارك بنفسه في جهود التشجير بعد أن نسق لدعم فرق النادي بفريقي (جدة تتنفس) و (لنغرسها).
كما يبقى شكرنا موصولاً لأمانة محافظة جدة على جهودها المشكورة خاصة في الجانب البيئي ومعالجة التشوهات البصرية وإضفاء لمسات جمالية ممتدة على مساحات المحافظة الشاسعة.. والتوعية المجتمعية بأهمية ذلك حتى تبقى جدة عروساً تأخذ الألباب، وتأسر القلوب.
كما لا يسعني الا تقديم خالص الامتنان والتقدير لمركز التنمية الاجتماعية في جدة على جهودهم الدؤوبة في تفعيل أعمال التطوع وتقديم المبادرات المحفزة وإذكاء الوعي بضرورة الارتقاء بأدائنا بما يلبي مستهدفات التنمية وصياغة بناء حضاري اجتماعي متكامل يؤكد فيه المجتمع هويته وذاتيته وإبداعه استنادا الى مبدأ المشاركة الجماعية الإيجابية بدءاً بالتخطيط واتخاذ القرار ومروراً بالتنفيذ وتحمل المسؤوليات وانتهاء بالانتفاع بمردودات وثمرات مشاريع التنمية وبرامجها.
لقد كان لتوقيت هذه المبادرة مع احتفالنا بيومنا الوطني مذاق خاص أضفى على النفوس بهجة، وحملَ في مكنونه رسالة ذات أبعاد ومدلولات واسعة تنادي بضرورة غرس مفاهيم التطوع كقيمة أخلاقية في السلوك الجمعي وزيادة جرعات الوعي بأهمية المحافظة على مكتسبات الوطن وبيئته وزيادة مساحاته الخضراء الموشّحة بالجمال البصري واستثمار طاقات الشباب الإيجابية بما يعود عليهم وعلى وطننا بالخير العميم..
وتلك لعَمْري دلالاتٌ ذات معانٍ سامية طافت بمشاعرنا ورفرفت بقلوبنا في عيد الوطن.

*عضو مجلس إدارة جمعية البر بجدة، رئيس نادي البر التطوعي

 

مقالات ذات صلة

إغلاق