المقالات
شعرة معاوية
نسمع بين الفينة والأخرى قولهم، “خل بينك وبين الناس شعرة معاوية”، وهي مقولة تحمل في طياتها من الحكمة والدهاء شيئا كثيرا. وأساس الحكمة، ما يروى أن معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – كان يقول “لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، إن مدوها أرخيتها وإن أرخوها مددتها”. وفي هذا من الحنكة ما فيه، إذ إن مداراة الناس والتصرف معهم بكياسة وذكاء، يعد مبدءا عظيما من مبادئ التعامل الإنساني..
في حياتنا اليومية مواقف حياتية كثيرة لا تعد ولا تحصى، سواء كانت على النطاق الشخصي أو العملي، ففي التعامل مع الناس يتطلب منك دائما أن تتعامل بالوسطية، فالاعتدال هو أصلح الأمور مع الآخرين؛ كما أن الحكمة والحنكة شيء أساسي ويقال دائما “اجعل بينك وبينهم شعرة معاوية”، أى تصرف بفطنة وكياسة وبعد نظر حتى لا تخسر أحدا.
يعد “معاوية بن أبى سفيان” من أدهى حكام العرب الذين عرفهم التاريخ وهو صاحب “شعرة معاوية” التي يضرب بها المثل في المعاملة.
وحقيقة ان التعامل بطريقة شعرة معاوية نظرية في علم الاجتماع وفن التعامل مع الاخرين والسياسة الرشيدة في التعامل مع الاخر بصفة شمولية متكاملة..
وختامًا نقول بسبب ضغوط الحياة وتعقيداتها جعلتنا ننسى هذه الشعرة ولا نستطيع وصلها، فلنجعلها مبدأ وقاعدة لحياتنا فكما قالوا: لا تكن قاسيا فتنكسر ولا لينا فتعصر.
ودمتم بود..
د/علي بن مفرح الشعواني …