الأمانة

الأمانة مفردة لفظية ، شاملة معنويًا ، متشعبة مضامين أمورها في حياتك، والمؤمنين الصادقين مع الله ، ثم مع نفسك
في جميع تعاملاتك سترى بفضل من الله وتوفيق
بعين البصيرة و اليقين، وعمل تسعد أن يرضيه مولاك الملك العدل في حياتك كلها.
فلا بد أن تحترم خصائصها في نفسك وتعمل بها فيمن تعول وتصون نفسك
عن التفريط في ذلك؛ فالحمل عظيم حقًا،
فما ميزك الله بعقل وأكرمك به إلا لتحمل
هذه الأمانة محمل الجد في جميع شؤون حياتك في دنياك ، ونفسك ، وأهلك ومالك ووطنك، وكيف ستكون أيها الإنسان في تعاملك معها، لا سيما حفظك لدينك ونفسك، ومالك و عرضك ؛
فالدين في قيامك بجميع شرائعه وفهم أركانه وتطبيق ذلك في تعاملك ، (الدين العاملة) كما قال صلى الله عليه وسلم.
إن حفظته وحفظت النفس بمنعها عن الشرك بالله، والنزوح عنه إلى شرفات الهوى ، وحفظت مشروعية امتلاكك للمال من الكسب الحلال ، والعرض إن صنته صانك ، ومسكت لسانك عن الخوض في أعراض الناس بلغت أرقى المراتب
في حياتك ، وابتعدت عن ظلمك لنفسك ، ولمن حولك ممن قدر الله لك أن تتعايش معهم من ذوي القربى والجار بمراتبه التي ذكرها قرآن الله ، والصاحب والصديق وممن أوجد الله من العباد في خط حياتك الزمني على سبيل الحكمة والابتلاء ، تعبدًا له وتقربًا إليه لا عاق له وعاص إذا تجاهلت ذلك ،
فهناك من الذين سبقوكم من هم ممن أعطاهم الله علمًا من الكتاب ليؤمنوا به كاملا ؛ حتى يرعونه حق رعايته والإيمان بكامل من النصوص التشريعية والاجتماعية؛ ليفوزوا في الدارين، لكنهم بعبثهم وتحريفهم وإيمانهم ببعضه وكفرهم ببعضه
فرين الله قلوبهم على مافعلوه ، وبما مشوا عليه بخلاف ما آتاهم الله في صحفهم وكتبهم واتباعهم ما تشابه من العلم زاغت قلوبهم؛ لتعمدهم ذلك وتخليهم عن العبادة به كاملا، واتباع تأويلهم له، وتحريفهم بالمكر والحيلة ، وبما أفسدوا على الناس وغيرها ليًّا بألسنتهم؛ ليظنوا أنها من آيات الله وهو يعلم أنها ليست بحق ، مع كل مافيها من باطل يخدم مصالحهم الشخصية.

أحمد بن علي محمد الصميلي .