المقالات
أوهام أعزب
أصاخَ سمعاً للرؤى الواعدة
وأهمَلَ الزوارَ والمائِدة
أفكارُهُ ترحلُ خلفَ المدى
وتنثَني في اللوعةِ العائدة
يمضِي ويبْقَى ليله صابراً
وينتَهِي لكن بلا فائدة
يبني من الإحساِسِ آمالَهُ
لكنّهُ يبْنِي بلا قاعدة
يقلِّب الآهات في كفِّهِ
لكنّها تبدو له خامِدَة
ويُشعِلُ الأشواقَ في لحنِهِ
لكنّها تغدو منًى باردة
ما أطلقَ البارودَ مِنْ زندِهِ
إلا وولَّت قبلَهُ شارِدة
جوافلاً من طيشِ أفكارِهِ
تقرأ بالكهفِ وبالمائدة
يسهرُ كلَّ الليل إما رأى
«شلته» في قربِهِ قاعِدَة
وينتَشِي لكنْ بلا نشوةٍ
نَشْوتهُ كالقهوةِ الباردة
خاطَبَهُ الأهلُونَ في أمرِهِ
وسفَّهوا أوهامَه الحاشِدة
وجادلَتْ جدتُهُ مرةً
تحكي له عن غادةٍ رائدة
جمالُها قد فاقَ أترابَها
وعدّدتْ أوصافَها جاهدة
لكنّهُ فاجأها قائِلاً
حسبكِ هذي سلعة كاسِدة
والله لو كلُّ بناتِ الورى
أتينَنِي واحدةً واحدة
وقلْنَ لي هل لك في حرةٍ
ما حُلْتُ عن أفكاري الخالدة
أعيش عمري ملء أحداقه
ما لي وما للزوجةِ الناقدة
إذا قضيت الليلَ في سهرةٍ
تأججتْ كالجمرةِ الواقِدة
وإن تطلَّعتُ إلى صورةٍ
ألفيتها ترقبنِي شاهِدة
تسألنِي أيْنَ حليب الفتى؟
نسيتهُ كالمرةِ البائدة
وها هنا طقم ألا تشتري
لي مثله أزهو على قائدة
توهمني أنيَ قد صدتُها
وهي لعمري القطةُ الصائدة
ما لي ومالِلْهَمّ يا جدتي
إياكِ منِ هذْرٍ بلا فائدة
جدتُهُ مسكينةٌ ما لها
ردٌّ على الفلسفةِ الزائدة
ما درسَتْ منطقَ أهل الحِجَا
ولا قراع الحججِ الوافِدة
لكنَّها تدركُ في فطرةٍ
نقيةٍ أن المنى خامِدَة
لن تملأَ الحضنَ بأطفاِلهِ
ولن ترى سَعْداً ولا سائدة
علي خرمي