المقالات

هذا هو الأب

 

 

ماذا أقولُ وقد ولَّى بنا زمنٌ
والآن للقربِ من لحدٍ وأكفانِ!!!

مهلاً بنيَّ فإن العظمَ قد وهنت
حتى دمائي مشت هوناّ بشرياني

شريكةَ العمر هاك العمر إنَّ له
حقاً وواسيه في حبٍ و تِحنان

هبيني طفلاً وجِدِّي في رعايته
يا من ملكتِ صباباتي و أزماني

لا تسأمي من مراعاتي و من طلبي
فالقلب مثواكِ في روحٍ وريحانِ

أبليت عمري حثيثاً في مطالبكم
وفيت دوما بمكيالي وميزاني

تفداكم الروح ما أشجت مطوقةٌ
على غصونٍ مع صبحٍ بألحانِ

يرعاكم القلب لا يهنأ بغيبتكم
يرتاح بالي إذا جلتم بأعياني

أبنائي أنتم أساسٌ في سعادتنا
وأنتم الأسُّ في سعدي وأحزاني

لا نوم ألقى إذا ما أنَّ أصغركم
زادت بقلبي من الأنات نيراني

لوغاب بعضٌ عن العينينٍ أرقبه
شوقاً لرؤياه في غمضٍ ويلقاني

ومن كان قد أفضى لبارئه
يا ويل قلبي ويا ويلاً لأجفاني

أبنائي إني بهذا اليوم بي شغفٌ
نحو الوفاء إلى أثقالِ أوزاني

أيا بنيَّ أنا المحتاج وقفتكم
في آخر العمر لا أُجْزى َبنقصانِ

يا باغي البر أقبل تلق مكرمةً
من رحمةِ الله تغشاكم وتغشاني

احذر من الأفِّ لا تنطق بها أبداً
إن كان في السر أو كانت بإعلانِ

الله يعلم ما تخفيه أنفسكم
والحسنى مأوى لمن وفَّى بإتقانِ

من طفف الكيل والميزان أدركه
الويل والحشر في صُمٍ وعميانِ

عسانا في الحشر نلقاكم بمفخرةٍ
والبابُ والدُ مفتوحاً بإحسانِ

لجنة الخلد لا نُبْلَى بمخمصةٍ
على الأرئكِ أو نمضي بريانِ.

أبو معاذ عطيف

مقالات ذات صلة

إغلاق