المقالات
حرقةُ الفقدِ

أَجمَلَ القَولِ ما تَرَكـتِ جَميلَةْ
عاطِرَ الذِّكرِ بِالخِصـالِ النَّبيلَـةْ
كُنتِ فينا كَـكَـوثَرٍ بِالعَطـايا
دافِـقَ الجُـودِ ِللكِـرامِ سَليلَـةْ
فَـمُـحـيَّـاكِ لَـمْ أَراهُ عُبـوسـاً
صُبحُهُ مُشَرِقٌ يُناغي أَصيلَهْ
بَسمَةٌ تَمْلَأُ النُّفـوسَ ابْتِهاجـاً
فيها شَمسٌ لِمَنْ أَضاعَ دَليلَـهْ
يا حَنوناً عَليكِ تَبْكي الحَنايا
والثَّواني عَليها تَمْضي ثَقيلَةْ
مَنْ يُواسي البَنينَ يا أُمَّ يَحيى
وَفَـتــاةً دمـوعُـهـا كالخَميلَـةْ؟
مَنْ لِحَسَّانَ حينَ يَبكي تُنادي
سيدَ أَهلي ومُهْجَتي والقَبيلَةْ؟
مَنْ سَيصحو عَلَى نِداءِ المُهنَّا
في صَباحٍ وأينَ يَلقَى البَديلَـةْ؟
كُنتِ روحـا حَباهـا رَبّـي نَقـاءً
تَأسُـرُ الكُلَّ بِالمَعاني الفَضيلَـةْ
كَمْ تَكَـبَّدتِ فـي الغِـيابِ عَنـاءً
وانْشِغـالاً وحُـرقَـةً كُلَّ لَـيـلَــةْ
أينَ هَذي وأَينَ قد غابَ هَذا
بَينَما نَحنُ ما حَرَقْـنـا فَـتيلَـةْ
بَعدَكِ اليومَ كَيفَ تَزهو دِيارٌ
بِالدُّعاباتِ والليالـي بَخـيلَـةْ
بِاجْتِماعٍ يَضُمُّ أَحفـادَ طُهْـرٍ
تَمْلأُ الدَّارَ بِالطُّقوسِ الجَميلَةْ
يَملأَونَ المَكانَ ضِحكاً ولَهْواً
مـا مَلَلْـتِ كَـثيـرَهْ أَو قَليلَــةْ
آهِ يـا أُمَّـنـا الحَـنــونِ وِداعـاً
كُلَّ حَيٍّ إلَـى المَـمـاتِ سَبيلَـهْ
مُـذْ وَعينـا وأَنتِ كالنَّبْعِ صَفْواً
وجَميـلاً مُخَـلَّـدا يا جَمـيلَــةْ
نَسأَلُ اللهَ أَنْ يَكـونَ التَّلاقـي
جَنَّةَ الخُلدِ والقُطوفُ الظَليلَةْ
لَمْ يَخِبْ مَنْ إِليهِ يَمدُد كُفوفاً
ونُفوسـاً إِليـهِ جـاءَتْ ذَلـيلَـةْ
د. عبد الله الأمير