المقالات

محكمة!!

 

 

بقلم: نور عباس

 

خلق الله آلاف البشر منذ خلق آدم؛ ولازال العدد بازدياد وباستمرار،،

لم يجعل الله أيا منهم نسخة من الآخر أبدا، رغم كثرة التشابهات لم يأتِ أحدنا كغيره!

خلقك الله متفردا؛ تخضع للتشابهات البشرية ولكن لا تتبع!

لديك شيء لا يمتلكه غيرك!

ولغيرك أشياء ليست منك!

كل شيء خلقنا به يخضع لقانون التفرد (تفكيرنا، نظرتنا، تفسيراتنا المختلفة، فهمنا للأمور، تعاملاتنا مع الأشياء والأشخاص من حولنا، قدراتنا… إلخ)!

تتساوى بيننا المسميات والقوانين العامة؛ ولكل شخص منا عالم خاص جدا وبحر عميق وفكر يجوب الفضاء، كلها تخضع لقانون التفرد!

سبحان من خلقنا فأبدعنا وميزنا!

وعلاوة على ذلك كل الظروف والقصص والطرق والعقبات والانجازات والفرص التي نمر بها أيضا تختلف!

بعد هذا يأتيك أحدهم ليحاسب غيره على هذا الاختلاف!

ويتهم فلانا بأنه لا يفهم وآخر غبيا لا يفقه!

وترمي إحداهن سيل من الكلمات الجارحة على الأخرى فقط لتثبت أنها على صواب!

وتنتقص الأخريات لشكل أو نسب و لون!

وتعيب ثقافة فلانة الجاهلة

وبدورها تتباهي بحضارتها البالية!

تشعر أن الآخرين يسترقون من سعادتها، بمجرد أن يبتسموا!

فلان مخطئ وفلانة سيئة وتلك لا تصلح لشيء!.. و و و… الخ

?

يا ويح قلبي ألم يحن لنا أن نتوقف عن إصدار الأحكام جزافا عن المارة في طرقات حياتنا!

وأن نخلع دور القاضي!

ولا نتظاهر بدور الضحية!

أن نتأمل نسبة الإنسانية التي ينخفض منسوبها يوما بعد يوم!

ليكن هدفك الأول والأخير

أن تحافظ على انسانيتك، وتفتح قلبك للجميع فلا أنا ولا أنت معصومين من خطأ؛ ولم تكتمل أوصافنا، ولكن إن كان هناك سبيل للتعديل والتصويب والمعالجة فلا تتأخر فهذا جزء من واجبك الانساني!

لا أن تنتقد وتعيش بين حكم وآخر وكأن الحياة مجرد محكمة وأنت قاضيها!.

مقالات ذات صلة

إغلاق