المقالات

جَمْرُ البُعاد

 

خيال فكري سطا بالعمق وانتحبا
وصرتُ أمحو سؤالًا ندَّ وانسحبا

فَتَاهَ خَطوُ صِرَاطِي حينَ أرقبُهُ
كأنني رسْمُ كفٍّ لاحَ واحتجبا

ضممتُ روحي لألقى في لواعجها
منابتَ الوصلِ تُذكي الفلَّ والسُكَبا

أشتمُّ منها خزامى الطل أنشقُهُ
فيحتويني رَذاذٌ خِلْتُهُ هدبا

وبالأخاديد أوراقٌ قد اختنقت
وحبرُها في رحاب الروح قد شَحِبا

آويت جمري رمادا بتُّ أُوقدُهُ
فيؤثرُ العظمَ إشعالا ليحتطبا

لِمَ الجفاءُ لِمَ الإعصارُ يَعْصِفُ بي
إلى الفيافي فأطويها لأنتسبَا؟!!

فبتُّ أرعى نجومَ الصبحِ واأسفي
على ليالٍ تولتْ تَرصُدُ الشهبَا

أبصرتُهُ حائرًا ناديتُ وُجْهَتَهُ
لِمَ التعالي فقد أضنيتني هربَا؟!!

رجعتُ أستذكرُ الماضي وأسألُه
فما وجدتُ جوابًا يشرحُ السببَا!!

هاكَ العذاباتِ من قلبي قد امتزجت
بشوقها المنحني في بئركَ انتصبَا

سلَّمتُكَ الروحَ والإحساسَ ممتزجًا
بنظرةِ الخوفِ كي تدنو وتقتربَا

لكنَّ قلبكَ باغٍ في تجَبُّرِه
يُرتِّلُ البُعدَ لحنًا ينتشي طربا

أأنتَ للـوصلِ تَــواقٌ ومغــترفٌ
ماءَ البُعادِ الذي قد صُبَّ فانسكَبا؟!!

أم أنكَ الْيَوْمَ كِبْرٌ لا ترى أحدًا
تُزاحمُ الكونَ والآفاقَ والسُحُبَا!!!

رحلْتَ عني لأقتاتَ الفُتاتَ لظًى
مابينَ جنبيَّ هاجَ الفقدُ والتهبَا

لكنني غيرُ باكٍ من فِراقكمُ
( فكيف أبكي على ماضٍ إذا ذهبَا)

محمد جابر المدخلي

 

مقالات ذات صلة

إغلاق