المقالات

الاعتذار

 

 

تاهَ وجدي في الآفاقِ مكتئباً
وضاعَ شُعاعُ النورِ من بصري

وهوى ركنٌ من الوجدان أحْسَبهُ
يقاومُ الفيضان ساعة المطرِ

أصبحتُ مجنوناً اُسَامرُ كاسِراً
ُأحْصِي نجومَ الليل في السحرِ

طواني حُزْنٌ ، غَشى مقلتي سَهدٌ
أجّلْتُ صومي وحجي ومعتمري

مَزّقتُ دفاترَ الذكرى وأنثرها
ما عاد سراً تجلى الشوقُ كالقمرِ

أشْعَلتِ فتيلَ الحُزن في كبدي
زَرَعْتِ شوقاً ، خطفتِ الضوءَ من نظري

حَشدتِ جيوشَ الحب في جسدي
على رصيف الشوق صارَ مُنْتَحَري

أضْحى شريداً في الفلاةِ مُنْشطِراً
قلبٌ تَنَثّرَ سَفْواً على الأشواكِ والحَجَرِ

هل يُجمع المنثور والصيفُ عجاجةٌ
أم أتاكِ اللطفُ طَوْعاً لتعتذري؟!

لا تُجهدي النفسَ والأعصاب متعبةٌ
لا تكثري الآهات في إثْري لتنتصري

وبعد موتي والغرامُ يمزقُ مهجتي
صومي وحجي البيتَ و اعتمري

واذكري يوماً جمعنا فيه محبّةً
عَقدتُ فيه أفراحي ومؤتمري

وانحتي (حاءً ) على باب حفرتي
(وباءً ) عريضاً ، هذا هو قدري

ووزَّعِي ثروتي وما مَلكْتُ من ألمٍ
غَنيٌّ بحبي لا بمالي أنا الثري

وإذا عادت الذكرى تصافح عهدنا
قبِلتُ العذرَ في قبري تراباً وبعثري

لَعَلَّ شوقاً مع الأكفانِ منزوياً
يرجو وصِالاً من خلٍ جاءَ في أثَري

يحيى بن علي البكري

 

مقالات ذات صلة

إغلاق