المقالات
أخر الأخبار

خالد …الرثاء لا يكفي يا صديقي

 

كاتب المقالة /  احمد بن محمد الغامدي … 

في أوقات كثيرة، لا نجد كلمات نعبر بها عما يدور بداخلنا، وعما يشتعل في صدرنا من أحاسيس، يكتفي الانسان بأن يخرج كل مشاعر الحزن والاسى عبر دموع صامتة، او من خلال استرجاع شريط الذكريات القريبة والبعيدة، وفي كل الاحوال يبقى الدعاء والتضرع الى الله ان يتغمد برحمته الفقيد هو الملاذ والمخرج الوحيد من حالة الحزن والاسى.
أتحدث عن الأخ والصديق الحبيب خالد أبو راس رئيس تحرير صحيفة بروفايل الذي وافته المنية قبل أيام في القاهرة، بعد مرض مفاجئ ألم به، ليعود إلى وطنه الحبيب محمولاً على الأعناق، ويدفن في مسقط رأسه ببني حدة في الباحة بعد رحلة طويلة من العطاء والتوهج.
رحلتي مع أبو راس تتجاوز الكلمات والرثاء، رحلة طويلة وعميقة من الحب والتشارك في أمور عديدة، بدأت عندما تعاوننا سوياً في جمعية الثقافة والفنون بجدة خلال رئاسة صديقنا الحبيب الدكتور عمر الجاسر (شفاه الله)، وكذلك خلال عمله في مجلة عالم السعودية، كان داعم لنا في جميع الأعمال التطوعية بجدة، شجاع ومبادر لكل عمل جديد.
أسلوبه العذب والجميل يجذب كل من حوله، محبوب من الجميع، له سمات كبيرة في دعم التواصل المجتمعي، وهو من الناس القلائل الذين ينزلون الناس منازلهم، أتذكر تغريداته اللافتة والجميلة عن ابنه البار المحامي أحمد الذي يدرس في كلية الحقوق بالقاهرة، كانت لها أثر كبير في نفسي، فهي رسالة من كل أب محب إلى أبن بار.
لم يكن الفقيد يرحمه الله مجرد صديق، بل أخي ومستشاري في كل أموري العامة والشخصية، كانت الثقة المتبادلة بيينا لا حدود لها، مواقفه الرجولية لا يمكن اختصارها في كلمات، فهي تترجم معدنه الأصيل، وروحه الطيبة المرحة التي كانت ترفرف مثل حمامة السلام بيننا جميعاً.
رحل الصديق العزيز، ليرحل معه رمز الاخلاص والوفاء، رحل عن دنيانا تاركا لنا طيب عمله وحسن سيرته، ونقاء سريرته، واجمل ذكريات الصداقة والاخوة، عزاؤنا انه ترك تلاميذ يسيرون على دربه وينهجون مدرسته الصحفية المتميزة بالصدق والموضوعية، وعلى رأسهم الأخت الفاضلة عائشة المرواني وزملاءها الذين يعملون ليل نهار، لتصبح بروفايل في مقدمة الإعلام الجديد، وسنظل بمشيئة الله داعمين لأسرة هذه المجلة بعد أن جمعتنا يا أبو أحمد في (قروب) واحد، وجعلتنا أسرة واحدة.
فاجعتنا كبيرة يا ابا أحمد، فقد زاد من ألمنا أن يأتي رحليك خارج الوطن، لكن ستظل ذكراك باقية، وسنكمل بمشيئة الله المسيرة التي رسمتها، وندعم بكل ما نملك (بروفايل) لتستمر وتتقدم وتحمل اسمك الغالي.
إن العين لتدمع، وانا على فرافك أخي وصديقي لمحزونون
وانا لله وانا اليه راجعون».

مقالات ذات صلة

إغلاق