المقالات

لماذا نكتب؟

بقلم- أروى محمد المطرودي

أنه السؤال الأزلي الذي لطالما رافقنا!
فالكتابه بدأها الإنسان مستخدمًا الوسائل المتاحة لديه حيث بدأ بأستخدام النقش على الحجر لتدوين ما يريده ثم أنتقل إلى الكتابة على أوعية أخرى كالرق والبردي والورق الذي أُخترع في بداية القرن الثاني الميلادي، ثم ما لبث أن اخترع الآلات التي تساعده على الكتابة مثل الآلات الكاتبة والمطابع وأخيرًا أصبح يستخدم الكتابة من خلال أجهزة متقدمة مثل الحواسيب وأصبح يتعامل اليوم مع ما يسمى الكتب الإلكترونية! فقد شعر الإنسان منذ القدم بالحاجة إلى تسجيل ما لديه من معلومات على وسيط خارجي قابل للتداول بين الناس، فكان ذالك سببًا لظهور الكتابة أو الرموز، وبفضل الكتابة وقع تحديد حقوق الأفراد والمجموعات في المجتمعات كما ثبتت الشرائع والديانات. فتطورت الكتابه وتنوعت أشكالها على مر العصور, إلى أن وصلنا الى مايسمى الكتابةالأدبية ولأن السؤال لا يزال يطرح على كثير من الأدباء والكتّاب لعلنا نلخص بعضًا من أجاباتهم هنا فيقول الكاتب والروائي الأمريكي : ريتشارد فورد ،، معظم الكتّاب يكتبون كثيرًا، والبعض يكتب أكثر من اللازم،من الواضح أن العديد من الكتّاب يمارسون الكتابة لأسباب مختلفة عن الرغبة في إنتاج أدبٍ عظيم من أجل منفعة الآخرين، فهم يتخذون الكتابة كوسيلة علاجية، أو يكتبون بشكل مضطرب للتعبير عن أنفسهم، يكتبون لصالح المؤسسات أو بغية الهروب من أيامهم الطويلة جدًا. يكتبون من أجل المال أو ربما لأنهم مهووسون بها. يتخذون من الكتابة صرخة نجاة، أو يتبنون الكتابة كمنفذ للثأر العائلي. لا، لا، لا. هناك العديد من الأسباب لتكتب كثيرًا، وفي بعض الأحيان تكون هذه الأسباب لا بأس بها،،
أما المدون وكاتب صحفي وروائي سوداني حمور زيادة فقال : ،، تنقلنا الحكاية من وادي الواقعية اليومية، من همومنا، من هزائمنا، من ضعفنا، من خديعتنا لأنفسنا وللآخرين، من الأخرين ذاتهم، تنقلنا من كل ذلك لعالم آخر، قد نجد فيه كل ما هربنا منه.
فأما الكاتب إدواردو غاليانو: فقول ،، أحدنا يكتب دون أن يدري جيدًا لماذا يفعل، ولأي هدف، ولكن يفترض أن للأمر علاقة بالقضايا التي يؤمن بها المرء أكثر من سواها.. بالشؤون التي تؤرقه.
اما نزار قباني فيقول: أكتب لأنني لم أجد طريقةً أفضل للانتحار، أكتبُ لتصبح مساحة الفرح في العالم أكبر، ومساحة الحزن أقلّ. أكتبُ لأغيّر طقس العالم.. وأجعل الشمس أكثر حنانًا.. والسماء أكثر زُرقة.. والبحر أقلّ ملوحة في الكتابة ، أبحث عن شركاء يقتسمون معي بصورة عادلة، فرحي وحُزْني، عقلي وجنوني، صحْوي ومطري، حناني وتوحّشي، مناخاتي الربيعية، ومناخاتي الاستوائية. في الكتابة أبحثُ عن كلّ أطفال العالم ومجانينه، وفوضويّيه، الذين لا يزالون يحتفظون بحدٍّ أدنى من البراءة والنقاء، وعندما أكتب، عن لغة تكون القاسمَ المشتركَ بيني وبين جيل عربيٍّ لا أعرفه، و عن ملايين العقول التي لم تتشكّل بعد، ولكنها سوف تتشكّل بصورة حتميّة، داخل الشعر وداخل الثورة.
أذن فالكتابة ماهي ألا ثورة مشاعرية تنطلق من النفس ويستقبلها الورق, لنعبر أكثر،لنجعل للصمت لسان، ولنسمع بوضوح ذالك الصوت المختبئ بالأعماق!
هل عرفتم أذًا لماذا نكتب؟

• إراء الكتّاب مقتبسه من موقع تكوين.

مقالات ذات صلة

إغلاق