المقالات

فقدت بصر عيني ( أمي) ..

 

 

الوطن الآن _ خلود الاسمري

يوم الاثنين الموافق ١٤٤٢/٨/٢٣
تاريخ لن ينسى ولن تمحيه الذاكره ماحييت..فانا لم أتخيل يوما من الايام اني سأفقد نضر عيني واني سأعيش في هذه الدنيا من دون أمي..؟!
كنت دائما اردد عندما الشيطان يحاول اللعب بأفكاري أررد جعل يومي قبل يومك ..
لكن ارادة الله عزوجل أقوى من كل شئ .

يوم تموت الأم ينادى مناد من السماء يا بن أدم ماتت من كنا نكرمك من أجلها فأعمل عملا صالحا نكرمك من أجله، هكذا جاء اليوم الذى نادت على فيه الملائكة، وبالرغم مما أصابنى، ويصيبنى من هم وحزن شديد وألم على فقدان احدى عيني إن لله وإن إليه راجعون.

أمى بالنسبة لى هى أجمل نساء الدنيا
فبمَوتِ أمي.. فقدت كلَّ الكلِماتِ، وعجَزُ القلمُ عن المسيرِ وكأنني أنِسْتُ بوجعي!! أم أنَّ صوتَ الألمِ عميقٌ وعالٍ لا يمكنُه أن يتكِئَ على الكلِماتِ!! لم أكنْ صغيرةً حينما ماتت أمي.. وهل موتُ الأمِّ يقصِمُ ظهرَ الصغارِ فقطْ؟! صحيحٌ أنه مؤلِمٌ وقاسٍ على الصغارِ، لكنَّه للكبارِ بطعْمِ الشتاتِ والمَنفى!! أحْسَسْتُ بموتِ أمّي أنّي بلا وطنٍ.. نعم الأمُّ كالوطنِ.. فعندما يفقِدُ الإنسانُ أمَّه يفقدُ وطنَه!
عندما تموتُ الأمُّ تصبحُ الحياةُ بلا ضفافٍ! وتنقطِعُ حبالُ النجاةِ!
لكن الله عزوجل له حكمته وقدرته وتدبيره في كل شئ ..

ما أوجعَ الذاكرةَ.. حين تختارُكِ وتسكنُكِ.. تحاولُ أن تهرُبَ منها، ولكنَّ رائحتَكِ تبقَى الأقوى!

لم يُسعِفْنا الموتُ يا أمي كيْ تكبُرينَ أمامنا انا واخوتي.. كي نرى تجاعيدَ وجهِكِ.. والعروقَ النافرةَ على كفِّكِ!

لن أقول لكي وداعا امي بل رحمك الله يا قطعه من قلبي واسكنك الفردوس الأعلى من الجنان. وبرد الله تربتك ووسع مدخلك وجعل قبرك روضه من رياض الجنه . وخفف عليك اهوال القبر وجعلها عليك بردا وسلاما كما جعل النار بردا وسلاما علي ابراهيم عليه السلام.

ويغسل خطاياك بالماء والثلج والبرد وينقيك من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ويجعل ماجاك كفاره إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

مقالات ذات صلة

إغلاق