شرق اوسطفن وثقافة

“الفجيرة الثقافية” تناقش واقع وتحديات التعليم الرقمي

 

عبدالله بن صالح – الإمارات

نظمت منصة التدريب التابعة لجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، مساء أمس السبت، الملتقى الافتراضي الأول الذي حمل عنوان” أفق التعليم الرقمي.. الواقع والتحديات”، تحت شعار “صناعة مستقبل التعليم”، وذلك عبر تقنية الاتصال المرئي “زووم”، بحضور سعادة خالد الظنحاني رئيس مجلس إدارة الجمعية.

وناقش الملتقى ـ الذي شارك فيه كل من الدكتورة دلال الشيخ طه، وكنعان رامان، وعادل محمد، ومصطفى ونس، ومنى سليمان، وأدارته فرح هبرة مديرة منصة التدريب ـ مجموعة من المحاور المتخصصة شملت: “علم نفس النمو واسقاطاته على العملية التربوية”، و”الإمكانيات والفرص في مجال التعليم الرقمي”، و”دور الإعلام في التحول إلى التعليم الرقمي”، و”التطور التكنولوجي في مجال التعليم الرقمي”، و”تجربة المدارس بنظام التعليم عن بعد”.

وقال سعادة خالد الظنحاني “إن التعليم الرقمي اليوم الشغل الشاغل للناس حول العالم، وهو في غاية الأهمية والدقة بحكم تعلقه بقطاع حيوي متمثل في الجانب التعليمي، فقد فرضت جائحة كورونا هذا النمط التعليمي وسمحت بالإضاءة على جوانب مختلفة من هذه التجربة المحفوفة بالتحديات”.

وأكد الظنحاني على أهمية مواصلة الجهود الخلاقة في العملية الرقمية من أجل خلق أفق تعليمي أكثر نضجاً وقدرة على مجابهة الصعاب وإتاحة الفرص للجميع والظفر بنمط تعليمي رائد وواعد، مشيراً إلى نجاعة التجربة التعليمية الرقمية في دولة الإمارات خلال أزمة كورونا واصفاً إياها بـ “الواعدة والمشرفة”.

وأفادت فرح هبرة في مستهل الملتقى: “إن التعليم يبقى دائماً وأبداً قطاعاً هاماً في كل المجتمعات والدول المتطلعة للتقدم والنماء، وقد انصب اهتمام العالم على التعليم الرقمي خاصة على إثر جائحة كورونا التى فرضت تعليماً افتراضياً، وقد حمل هذا الواقع الجديد تحديات عدة للقطاع التربوي والطلاب وأولياء الأمور، كما دخلت مفاهيم ورؤى جديدة، سيكون لها دور فعال في صياغة معجم ومقومات صناعة مستقبل التعليم”.

وأوضحت الأكاديمية الدكتورة دلال الشيخ طه، أن التجربة التعليمية الرقمية لها العديد من المميزات كما لها أيضاً ثغرات وعيوب يجب العمل على تجاوزها عامة، وأضافت “لقد أسهمت التجربة التعليمية الرقمية في إيجاد يقظة ومسؤولية أوسع لمتابعة الواجبات المدرسية، كما مكنت من تأمين المادة العلمية لجميع الطلاب حسب قدراتهم وسرعة استيعابهم، ومن ناحية أخرى افتقد الطلاب في التعليم الافتراضي التفاعل الإيجابي المباشر مع زملائهم”.

بدوره أشار خبير التقنية كنعان رامان إلى ضرورة خلق بيئة افتراضية مماهية للمدرسة تجعل الطلاب لا يشعرون بالاغتراب والبعد عن أجوائها، لتعويض هذا الجانب الذي يفتقده الطالب في إطار العملية التعليمية الالكترونية، حيث اعتبر أن التكنولوجيا في إطار جائحة كورونا سمحت باستمرار العملية التعليمية وفتحت الأعين على قيمة هذا النمط من التعليم الذي بني على أساس شراكة بين المعلم والطالب وأولياء الأمور.

من جهته، أكد الإعلامي عادل محمد أن الإعلام ووسائط التواصل الرقمية ساهمت في التحول من التعليم التقليدي إلى التعليم الرقمي، وقال: “لقد أسهم الإعلام ووسائطه الرقمية في إنجاح عملية التعليم الرقمي من خلال مشاركة التجارب والنصائح، حيث تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصات تعليمية وربما إرشادية في ظل جائحة “كوفيد – 19″، لافتاً أن تطبيقات التواصل الرقمية منحت زخماً للعملية التعليمية عن بعد من خلال إرسال الدروس والواجبات والتواصل بين جميع أطراف العملية التعليمية.

وذكر المهندس مصطفى ونس أن جائحة كورونا سلطت الضوء على تسخير التكنولوجيا أكثر في العملية التعليمية، فباتت الدروس رقمية والاجتماعات افتراضية، حيث كانت الحاجة في ظل هذه الأزمة إلى الاكتشاف، وكانت لنا التكنولوجيا هي صمام أمان العملية التعليمية في ظل الجائحة، مضيفاً: “لذلك يجب أن نستمر في تعليم الناس على كسب مهارات التعامل مع هذه الأدوات الرقمية وتسخيرها إلى أبعد الحدود في إنجاح العملية التعليمية في المستقبل”.

من جانبها، استعرضت التربوية منى سليمان تجربتها في التعليم الرقمي، وأوضحت أن “العملية التعليمية الرقمية زادت من وعي الطلاب وذويهم ومسؤولياتهم تجاه إنجاح هذه التجربة، كما أسهمت في تطوير مهارات التعليم في وقت قياسي وخفضت من تكاليف العملية التعليمية، لكنها أضاعت فرص إقامة الأنشطة التطبيقية وقلصت الحياة الاجتماعية للمتعلم”. وشددت على ضرورة الدمج في الأفق بين النموذجين التعليمين التقليدي والرقمي، بحيث يتم أخذ مميزات كل نموذج ووضعها في تجربة تعليمية مستقبلية تكون رائدة وواعدة إلى أبعد الحدود.

 

مقالات ذات صلة

إغلاق