بقلم الدكتور : ضيف الله مهدي
في أول يوم دراسي بعد العودة من إجازة الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي ١٤٤٢/١٤٤١ هـ ، تبادل الوتسابيون في كثير من القروبات خبرا كالتالي : ( عاجل .. إعفاء ٣٢ مشرف ومشرفة بتعليم صبيا ) ، ولا أدري أي جهة إعلامية نشرته أو سربته !! . وبرهت الضحكات والطقطقة والسخرية والإستهزاء على هؤلاء المشرفين والمشرفات الذين خدموا وطنهم في هذا المجال ! . وقد لا يعلم الكثير أن تكليف المشرف التربوي هو عام واحد ثم يجدد التكليف أو ينتهي التكليف ! . وهناك فرق بين إنتهاء التكليف والإعفاء . ونعلم أن التكليف يتم سنويا وكل سنتين وكل أربع سنوات ، والمشرف والمشرفة يتم تجديد التكليف مع بداية كل عام دراسي ومن أكتسب خبرة وأصبح بيت خبرة تتم المحافظة عليه ، ويتم التكليف للمشرفين التربويين كل عام دراسي وبناء على ما أنجز المشرف وعلى ما قدم من أعمال . كل من يعمل في التعليم هو على مسمى ( معلم ) من كان في المدارس معلما ومن كان مشرفا ومن كان مديرا للتعليم ومن كان وكيلا في الوزارة أو وزير . وجميع من هو موجود في كل المؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية والعسكرية والأمنية والجامعية والإعلامية والقضاء وكتاب العدل ، والهندسة المعمارية والمكانيكا وغيرها هم تخرجوا من المدارس !! ائتوني بشخص في هذه المؤسسات كلها لم يدخل المدرسة ؟!. أعود للمشرفين التربويين والمشرفات الذين صبح بعض الواتسابيين يتسلى عليهم ويضحك ويطقطق ، أن بعضهم طلب التقاعد المبكر أو أحيل للتقاعد نظاما وكان له هذا ، وفِي سنوات ماضية كثيرة كان التقاعد يبدأ في يوم ٧/١ من كل عام هجري وتنتهي علاقة المعلم أو المشرف بعمله ، وهناك من يقيم له حفل تكريم وهناك من يطنشه ، لكن هذا العام والعام الذي قبله أصبح تاريخ الإنتهاء ومغادرة مقر العمل يكون في يوم ١٢/٤ من كل عام هجري .. لذلك يكمل المشرفون التربويون والمشرفات أعمالهن سواء يتبعون مكاتب التعليم أو إدارة التعليم ولَم نسمع بأي مشرف تربوي أو مشرفة تربوية طلب التقاعد المبكر أو تقاعد نظاما أُنهي تكليفه وأعيد معلما في المدرسة يراجع شؤون المعلمين لكي يستلم خطاب مباشرته ويذهب لمدرسته كأول يوم تعين معلما وأخذ خطاب مباشرته وذهب والخوف والقلق يسايره ويوسوس لنفسه هل أنجح كمعلم مرة ثانية أم أكون عالة ومثار ضحك عند طلابي الذين درستهم في يوم ماء ثم أصبحوا معلمين بهذه المدرسة !! وكلها ثلاثة أشهر ويغادر هذا المتقاعد الحياة العملية برمتها وستمضي ويبقى حرا طليقا متذكرا بقية حياته أنه بعد ثلاثين سنة مشرفا تربويا تمت إعادته معلما في عام التعليم يتم فيه عن بعد وفِي عام لم يسجل فيه نقص معلمين في المدارس يشكل قلقا وخوفا على مهنة التعليم .. قيل إن ملكا قال لحكيم : أعطني شيء إن ذكرته وأنا فرحان أحزن وإن ذكرته وأنا حزين أفرح ، فكتب له الحكيم : ( هذا الوقت سيمضي ) .. نعم هذا الوقت سيمضي ولن يظل صامدا أمام الأيام والشهور والسنوات .
|