المحليات

ذكريات خلب

بقلم الشاعر : محمد التهامي
‪ ‬
للهِ يا خلبُ من فاتنٍ سلبا
لُبَّ الفؤادِ ولم أسطع له طلبا
 
ما أن رآني إليه مائلاً دنفاً
حتى تناهى إلى الأستارِ واحتجبا

كأن نوراً تجلى من محاسنه
ولو توارى عن الأنظار ما غربا
 
يا طيرُ غنّ على أهداب مقلته
فَكُلّ شيءٍ سوى أهدابه التهبا
 
يا طيرُ غنّ فإني اليوم منتبذٌ
محرابَ شعري ارجو فيه ما عَذُبا
 
شذا العبيرِ الذي في إثر قافيتي
حبرُ اليراعِ وطرس فيه قد كتبا
 
شئٌ من الوجد مجتاح لقافلتي
حتى تمطّى بصلب الحرف فانتصبا
 
ما عدتُ أقوى لهذا البعدِ معذرةً
أُغَالِبُ الشوقَ حتى خلته غلبا
 
من لي بوقفةٍ في الدارِ تأديةً
اقضي بها حاجةَ في النفس محتسبا
 
أقبّلُ الدارَ استجلي معالمها
أبكي عليها لأقضي كل ما وجبا
 
يا لهف روحي ودمعي لستُ امنعهُ
من بحرِ عيني إلى الأوطانِ قد سربا
 
هذا التنائي له في الروح تكلفة
والذّكْرَيات تؤجج في الحشا لهبا
 
أغريتُ نفسي بِحُبِ سواها فانتفضت
والقلب غير هواها قطّ ما رغبا
 
يا ليت شعري هل الأقدار تجمعنا
كيما نجددُ في اكنافها الأدبا

ذكرتُ عهداً لنا في الميرِ ننشده
يا ايها العهدُ إنا دونـكم غُـرَبا

محمد تهامي
4/4/2020

مقالات ذات صلة

إغلاق