الاقتصادشرق اوسط

“مايو كلينك ” توضح كل الحقائق حول ظاهرة “الغرق الجاف”

دبي-مني خليل

كان هناك العديد من التقارير في الأخبار وعلى وسائل التواصل الاجتماعي حول “الغرق الجاف” في العام الماضي، حيث يغرق الأشخاص – وخاصة الأطفال منهم – بعد أيام أو أسابيع من ممارسة السباحة. وفي حين أن الأمر مروِّع للعائلات والمجتمعات المتأثرة، يقول الدكتور مايكل بونيفيس، طبيب حالات الطوارئ في مايو كلينك (Mayo Clinic) إن “الغرق الجاف” تسمية خاطئة. ويوضح د. بونيفيس قائلاً: “لا يحدث الغرق بعد مرور فترة تتراوح بين أيام وأسبوع من دخول الماء. لا توجد حالات مقبولة طبيًا تعرف باسم (الاقتراب من الغرق) أو (الغرق الجاف) أو (الغرق الثانوي).”
ويسلط الدكتور بونيفيس الضوء على تقرير حديث صدر من الكلية الأمريكية لأطباء الطوارئ. ويضيف: “يظل الغرق سببًا رئيسيًا للوفاة غير المقصودة للناس من جميع الأعمار – خاصة الأطفال دون سن 14 عامًا، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. في المتوسط، تحدث 3,500 حالة وفاة سنويًا بسبب الغرق – أو يموت قرابة عشرة أشخاص يوميًا بسبب الغرق.”
ويشير د. بونيفيس إلى أن هناك سببين أساسيين للغرق موضحاً بالقول: “يحدث الغرق عندما لا تتمكن من إدخال الأكسجين إلى رئتيك بسبب وجودك في الماء أو تحته. وعندما يتعرض الناس لحوداث غرق، عادة ما يحدث أحد أمرين. سيكون هناك ردود فعل من الهلع والهياج والتعطش للهواء. وعندما لا يمكنك تجنَّب التنفس تحت الماء، سوف يندفع الماء السائل إلى الرئتين. وهذا ما نراه في حوالي نصف الحالات.”
أما النوع الآخر من الغرق، فيحدث عندما يُغلق صندوق الصوت (الحنجرة). ويُعرَف باسم تشنج الحنجرة، “إنه رد فعل يحدث لمنع السائل من الدخول إلى الرئتين. يمكن أن يحدث هذا إذا كنت تحت الماء وتحبس أنفاسك حتى اللحظة التي تفقد فيها وعيك”.
ويشير إلى أن ابتلاع الماء في المحيط أو في المسبح لا يُعَد غرقًا. “الغرق يحدث عندما لا تتمكن من إدخال الأكسجين إلى رئتيك. يخطئ بعض الناس في الربط بين هذا وابتلاع الماء، عندما تكون في المحيط أو في المسبح، والذي يؤدي إلى دخول الماء إلى المعدة. على الرغم من أن هذا يمكن أن يحدث بالتزامن مع دخول الماء إلى رئتيك، فإن ذلك في حد ذاته لا يمثل حادثة غرق”، كما يوضِّح.
ويقول الدكتور بونيفيس إنه عندما يكون الأطفال في المسبح، على سبيل المثال، ويبدؤون في السعال أو بصق الماء، فمن المحتمل أن يكون ذلك بسبب أنهم قد أدخلوا الكثير من الماء إلى معدتهم ودخل بعض الماء إلى رئتيهم كذلك.
ويقول: “لكن الجسد ذكي. سيحاول إخراج ذلك السائل من تلقاء نفسه. والسعال هو آلية الدفاع الطبيعية للجسم للقيام بذلك. في كثير من الحالات، عندما تُستنشَق كمية صغيرة من الماء إلى الرئتين، فإن السعال سيسمح بإخراجها”.
إذا استمرت الحادثة أو بدا الشخص في حالة من الضيق، فيُنصَح بطلب المساعدة الطبية. “إذا ظهرت أعراض الخلل التنفسي، مثل السعال لفترة طويلة أو ظهور صعوبة في التنفس — سواء بعد 30 دقيقة من دخولك إلى الماء أو بعد أسبوع — فالتمس دائمًا الرعاية الطبية”.
أفضل وقاية
ويشجع الدكتور بونيفيس الجميع على معرفة مخاطر الغرق وأعراضه، ومراقبة الأطفال دائمًا عندما يكونون في الماء أو حوله: “إن أفضل شيء يمكننا فعله هو أن نكون واعين ونقي أنفسنا من الغرق. وهذا يعني أن تهتم بوجود إشراف لصيق ومستمر من شخص بالغ لا يشتته الطبخ أو التنظيف أو القراءة أو التحدث على الهاتف المحمول. وهذا يعني أن شخصًا ما عليه مراقبة الماء طوال الوقت”.
يُذكِّرنا الدكتور بونيفيس أن الأطفال الصغار لا يحتاجون إلى كمية كبيرة من الماء حتى يغرقوا. فيقول إن أحواض الاستحمام وأحواض المياه الساخنة — وحتى دلاء الماء — يمكن أن تمثل مخاطر للرضع أو الأطفال الصغار.
مايو كلينك (Mayo Clinic) مؤسسة غير ربحية ملتزمة بإجراء أبحاث ابتكارية في الممارسات السريرية والتعليم والأبحاث، وكذلك منح التعاطف على أيدي مجموعة من الخبراء لكل شخص يحتاج إلى الشفاء والرد على استفساراته.

مقالات ذات صلة

إغلاق