شعرفن وثقافة
أخر الأخبار

مجلس دهوان وخلب الأدبي يستضيف عاشق الحُرَّث الشاعر عبدالله الأمير

 

حاوره الأستاذ : علي عادل الأمير 
تعقيب الإعلامي : محمد أبو القاسم 
إدارة الحوار الشاعر : يعقوب عبدالله بيشي   

أرَى سَمائي طُيوفاً حينَ أرمُقُها
ما بَينَ جَفني وَعَيني تَمرَحُ الشُّهبُ

يَمَوتُ حُلمي عَلَى الأجفانِ مُشتَعِلاً
وَلَهفَةُ النَّفسِ في لَيلِ المُنَى تَثِبُ

إنّي لَأمضي إلى الغاياتِ مُلتَحَفاً
نارَ اصْطباري وَقَلبُ الفَقدِ يَلتَهِبُ

تَشكو عَصايَ مَصِيراً لَستُ أعرِفُهُ
والرِّجلُ عَافَت دُروباً حَفَّها التَّعَبُ

ما زِلتُ أحيا سُؤالاً لا جَوابَ لَهُ
كَيفَ العُيونُ عَنِ الأَهدابِ تَغتَرِبُ؟

مقدمة :
فليقف الوقت طوعاً أو كرهاً ، هنا الكواكب تلغي مداراتها وتنتبذ المقاعد في لحظة صمت مهيب ، كيف بي أحاول التقديم أو اقتحم الضياء، ولاشيء يسعفني في هذا التجلي، أي الدروب سوف أسلك في معارج هذا القلب لا نتقي قبسا قد يراه هذا الكوكب، وأي لغة سـ اتوكأ عليها حين الوقوف بمحراب الحروف ، لأفترش كل الحواس بمحفل بين جفني وعيني يشعل اللهب ، المكان ضياء لا يحتمله البصر والحروف صور لا يجترحها خيال.. إلا خياله..العاشق الذي احترق لتخضر تحت حروفه الاماكن.. ونرتوي عبدالله الأمير بكل العجز والارتباك في حروفي أعتذر إن سقط القلم في محفل تجليك وصمت الحبر.. أخوة المجلس هنا… عبدالله الأمير .. نرحب وإياكم  بكل هذا الشروق .

فأجاب : حين يجتاحني طوفانك أجدني غارقاً لا محالة فأنت تمتلك فروسية وحذاقة العربي البليغ وكيف لا وأنت تختصر الجمال وتقفز على إلى ذروة الفصاحة بكل اقتدار وكل ما نقرأه من أحرفك بعضه يشهد لبعضه.. وكله يشهد لك بأنك الأجدر بالثناء أستاذ علي عادل ، ولأن كلمات الشكر لا توازي فيض كرمك فسأكتفي بقولي: طوقتني بهذا الثناء وألجمت فصاحتي ، فشكراً وليتها تفي ومثلك يعذر إن مثلي قصر لك وللجميع الود والتقدير .

بداية كل بداية سيدي الكريم.. لك مساحة نود فيها تحدثنا عن عبدالله الامير كبطاقة شخصية ؟

• عبدالله محمد يحي الأمير
• م. طبيب أسنان
• التخصص: صحة فم

• من مواليد محافظة الحُرِّث معشوقة الغيم والمطر 1390
• السكن الحالي محافظة ضمد – خضيرة
• بدأتُ مسيرتي العملية من مستشفى النور التخصصي لمدة تسع سنوات تقريباً ثم انتقلت إلى جازان .
•أدرتُ العديد من المراكز الصحية في جازان
• عملت مشرفاً على عيادات الأسنان بقطاع ضمد سنتان.
• العمل الحالي / مدير المراجعة الداخلية والشؤون القانونية بالقطاع الغربي
• كنت عضواً في مشاريع محافظة الحُرث .
• عضو في مشاريع محافظة ضمد حالياً.
• شاركتُ في العديد من المناسبات العالمية للتثقيف الصحي .
• حاصل على العديد من دورات التدريب متقدم في مجالات عدة ومنها :
• ‏قراءة الشخصيات وحل المشكلات وتطوير الذات وفن التعامل مع الآخرين وإدرة الوقت .
• حاصل على شهادة متقدمة في الإدارة الإلكترونية.
• أحد مؤسسي ملتقى الأشراف آل الأمير بمنطقة جازان وعضو مجلس إدارته.
• شاركتُ في العديد من الأمسيات الشعرية والمسابقات الأدبية.
• إنسان بسيط أتمنى الخير والنجاح للجميع.
• لي ديوان شعري بعنوان ” في محراب الذكريات ” تحت التدقيق ويضم ثلاثين قصيدة وقد يرى النور قريباً..
• أرى بأن الشعر نافذة تمنحني الضوء والأكسجين ومحطة لتفريغ خلجاتي التي ربما لو بقيَت بداخلي لعشتُ الكبت وانزويت خلف قضبان الاكتئاب ..
• مُصمم برنامج الرعاية الأولية تم تطبيقه في اغلب المراكز..
• لي ديوان شعري ثاني بعنوان “مشنقة الانتظار ” في مرحلة الإعداد .
• من الهوايات المفضلة
• ‏القراءة والرسم والبرمجة الإلكترونية ..

س1: على ثراء هذه المسيرة ومنعطفاتها الكثيرة ما شاء الله من الطبيعي أن تكون ساهمت في تشكل عبدالله كما نعرفه.. سؤالي أين تجد المرحلة الأكثر تأثيراً عليك ؟

فأجاب : التأقلم على متقلبات الحياة بكل صنوفها أمر مرهق كما تعلم والجمع بين المتناقضات يولد نوعاً من الشتات ولا أخفيكم سراً، بأنه منذ لحظات النزوح الأولى وأنا أبحث عن نفسي ولم اهتدِ لسبيل تصلني إلى قناعة تامة بأنني وجدتها ، فأكثر المراحل التي أثرت في حياتي على الصعيد الشخصي هي مرحلة التنقل في العمل بكل صور أتعابه وصعابه .

س2 : الا تجد هذا الشتات الروحي أو التمزق بين الأماكن يسهم بشكل أو بآخر في عاطفة الشاعر أو نضج حروفه لتخرج القصيدة عنه بنكهة الحنين ورائحة الأماكن ؟

فأجاب : بلى فوالله إنها صنعت من عبدالله الأمير شاعراً رغم أنفه فكانت بيئة خصبة ينعت قطوفها وتنوعت فكانت لي بمثابة القوت أقطف منها ما يرضي آل طموح ويروي عطش الكتابة وكفى بالحنين رسولا .

س3: في رحلة التشكيل لعبدالله الأمير الشاعر هل تستطيع تسمية أوقات أو أشخاص أو قراءات كانت محورية ومهمة التأثير في كل قصيدة تكتب ؟

تأثرت في بداياتي الشعرية بمعلمي الأستاذ علي رديش دغريري في المرحلة المتوسطة وبعدها كنت أقرأ له كثيراً ولشعراء إخرين من المنطقة ، وأنا بطبعي أعشق الفصيح حد الثمالة ولكن خوفي ، من النقد والانتقاد كنت أكتبه بحذر إلى أن تعرفتُ على الأستاذ خالد الواصلي وهو من دفعني للبروز إلى ساحة أدباء الفصيح ، فكان الناصح والموجه والمشجع لي وسأدين بذلك ما حييت ، أيضاً كنت استشير كل من أرى بأنه سيرشدني أو يسدي لي النصح وهم كثير جداً وكنت أنت من ضمن المستشارين المؤتمنين ، فأنا أعتبر عام 1437 هو بدايتي الحقيقية في مجال الفصيح .

الأستاذ خالد واصلي شاعر ذو ثقل كبير على الساحة واياديه كما كان لأبيه على شعراء المنطقة الكبار.. تحية تقدير للاستاذ خالد .

س4: أعلم أن للشاعر علاقة بقصائده تشبه إلى حد بعيد علاقته بـ أولاده ، لكن الا توجد قصيدة يجد بها قطعة من روحة ويراها ذروة ما كتب أو الأقرب إلى نفسه ؟ إن وضعتك في الإختيار فما هي تلك القصيده ؟

فأجاب : نعم هي كذلك ولها من المكانة ما يحتل النفس مثل البنات كتبت الكثير من القصائد وأجدها جميعاً بهذه المكانة لكن طالما علي أن أختار فسأختار قصيدتي في محراب الذكريات ، فهي القصيدة التي شاركت بها كأول قصيدة للنقد الأدبي في ملتقى شعراء جازان، وقد خصصت لها ليلة كاملة للنقد شارك في ذلك أساتذة جامعات ومعلمين وشعراء كبار ونقاد مختصين وكانت هي المحك الحقيقي لي كشاعر ولا أخفيكم بأنها كانت ستنهي كل أحلامي لولا إيماني القطعي بأن النقد هو قرين الشعر ولم يسلم منه أحد ومنها شققت طريقي لبلوغ ما تراه اليوم .

قصيدة : في محراب الذكريات

جُنحاً مِنَ الليلِ هاجَ القَلبُ وانتَحَبا
فَأَشْعَلَ الوَجدُ جَمراً والجَوَى حَطَبا

قَد شَفَّهُ الشَّوقُ حَتُّى كادَ يُهلِكُهُ
سَيفُ الحَنينِ ، وَكَم مِن فارِسٍ غَلَبا

أرجوكِ سَيّدتي إنّي ذُبِحتُ نَوَىٰ
وعِندَ وَعدِكِ هٰذا القلبُ قَد صُلِبا

فَلتَرحَميني حَياتي حَفَّها خَطَرٌ
أخشَى هَلاكي عَنِ الأَظعانِ مُغتَرِبا
،
لا تُحرِقيني بِنارٍ كُلَّما انطَفَأَت
أذكَىَ سَعيرُ الهَوَى مِن أَضْلُعي لَهَبا

يا مَن رَحَلتِ سَتَبقَى في مُخَيِّلتي
كُلّ التَّفاصيلِ بَلْ أَحيا لَها طَلَبا

إنّي أُصَلّي عَلَى مِحرابِ أسئِلَتي
فَهَل تُعِيْدُ صَلاتي كُلَّ ما ذَهَبا ؟

وَهَل صوابٌ لِقلبي في توَجُّدِهِ
والوَصلُ بَحرٌ ترامَى مَوجُهُ غَضَبا

فَكَم أناخَتْ هُمومُ اليأسِ أشْرِعَتي
وَموجَةُ البُعدِ تُهدي الحُزنَ والتَّعَبا

ما حُقَّ لِلحُبِّ أن أَحيا بِقَسوَتِهِ
ما دامَ عَهدُ الهوَى ما بينَنا كُتِبا

يا نَفَحَةَ الرَّبِ إنَّ الله سائِلُنا
عَن الدُّموعِ التي تَستَنزِفُ السُحُبا

كُلّـي جِــراحٌ وآمالــي مُعَلَّـقَـةٌ
والوَعدُ بينَهما قَد ظَلَّ واحتَجَبا

واليومُ يُتعِبُ هذا البُعدُ أورِدَتي
وَبِتُّ أشعِلُ مِن آهاتِهِ الشُّهُـبا

قَضَيتُ عُمراً وأحزاني تُحاصِرُني
وكُلَّما حانَ سَعدي يَنزوي هَرَبا

لا تَسأليني عَنِ الدُّنيا وزينَتِها
فَقَد خُلِقتُ لأحيا العُمرَ مُكتَئِبا

طَرَقْتُ بابَ الأماني دونَما أمَلٍ
والقَيدُ مَزَّقَ مِنِّي اللحمَ والعَصَبا

أنا المُقيمُ عَلى أوتارِ ذاكِرتي
عَزَفتُ حُبَّكِ لكِن وَصلُنا كَذَبا

مَتَى أُعيدُ لِهذا الليلِ رَقصَـتهُ
والحُلمُ يَسْخَرُ مِنِّي كُلَّما اقتَرَبا

إن ساءَلوكِ عَنِ الأَسرارِ في غَرَقي
قولي سِوَى العِشق لا أدري لهُ سَبَبا

كَم رامَ وَصلي وأيدي الغيرِ تَمنَعُهُ
خاضَ الصَّعابَ وَلكِنَّ الجَوادَ كَبَا

هَوَ العَفيفُ الذي قَد ماتَ مِن ظَمأٍ
في كَفِّهِ الماءُ مَسكوبٌ وَما شَرِبا

س5 : يبقى للأماكن حنين وللحنين إليها ملامح تشبه الأصحاب ذات غياب.. هل بقي للبقاء على الأماكن دمع في دفتر قصائدك ؟ هل بقي للبكاء ؟

فأجاب : تقريباً ثلثي قصائدي تئن وتبكي على الأطلال فلا اخفيك أن البكاء يحتل الجزء الأكبر والحنين يحمل نعشي حياً .

س6: تبقى الحرث الجزء الأكبر المفقود من ملامحنا… فما هي أخر حروفك التي كتبت لها ؟

رحلة بِلا عنوان : 

لا تَعْـذِلوا مُرْغَماً ما كانَ مُبْتَدِعا
نَهْجَ التَّشَكِّيْ وَلَا يَوماً إِليهِ سَعَى

لا تَعذِلـوهُ إذا ما شَـابَ مَـدْمَـعُـهُ
أو بَثَّ شَكوَىً أَحالَتْ نَومَهُ فَزَعا

فَـلَـو عَلِمتُـمْ يَقينـاً عَنْ مَكامِـنِـهِ
عَذَرتُمـوهُ وَلُمْـتُـمْ مَـا بِـهِ صَنَـعـا

غَدْرُ الزَّمانِ وَدُنيَـا فـي تَقَـلُّبِـهَـا
تُعانِدُ الصَّمْتَ وَالصَّبرَ الجَميلِ مَعَا

هُـوَ الـذي سـايَرَ الأيامَ مُـرتَحِـلاً
إلى جِهـاتٍ بهـا لَـمْ يَلْـقَ مُتَّسَعـا

أقصاهُ حَظٌّ كَـئيـبٌ عَنْ هَنـاءَتِـهِ
فاستَبْدِلِ الأَرضَ غَيرَ الأَرضِ يا وَجَعا

أَتَـىٰ بِـمَـا هُــوَ نَـضٌّ ثُـمَّ أَجْـبـَرَهُ
عَلَى افتِراشِ جَحيمٍ كُلَّما هَجَعا

كَمْ خاتَلَ الدَّمعَ ما أَذكاهُ مُختَلِقاً
زَيفَ ابْتِسامَةِ مَنْ في غَفْلَةٍ صُفِعَا

لا طابَ في صَمْتِـهِ وَجْدٌ يُنازِعُهُ
وَلَا انسِكابٌ بِمَا أَضناهُ قَد شَفَـعا

أتَعــذِلـونَ كَـريمـاً كُلَّـمَـا نَـزَلَــتْ
نَوائِبُ الدَّهرِ خاضَ الصَّعبَ وارتَفَعا؟

لَـمْ تَعـلَـمـوا أَنـَّهُ ثـاوٍ بِـأَضْـلُـعِــهِ
قَلـبٌ تَمَـزَّقَ مِنْ أَوجاعهِ قِـطَـعـا

وأنَّهُ يَشـرَبُ المَسكوبَ مِنْ مُقَلٍ
حَتَّى اضمَحَلَّتْ وَغِيضَ الماءُ وانقَطَعا

فَانْكَـرَتْـهُ حِـيـاضٌ كانَ يَـأْلَـفُـهـا
وعَنْ وُرودِ سِواهـا عَـزَّ وامْتَنَعـا

س7: سأعتذر من عبدالله الشاعر وأخرج معه قليلا عبدالله الأمير كممارس صحي او صاحب علاقة مهنية بالصحة في ضل الوضع الراهن (صحيا) هل ترى ان الوضع يسير الى الافضل ام مازال المجتمع يمارس الاخطاء ذاتها التي قد تؤخرنا ؟

فأجاب : عذرك مقبول وسؤالك معقول لنكن متفائلين جداً فما كان ليصيبنا ما كان ليخطئنا.. فما تمر به دول العالم هذه الأيام هو انتفاضة ضد عدو مجهول ونحن جزء من هذا العالم لكن من وجهة نظري ومن خلال ما أراه وألمسه فالوضع بإذن مطمئن رغم الخوف والحذر ، والصحة تقاتل في مجالات عدة ما بين دراسات بحثية وبين إجراءات وقائية والحمد لله أثبتت دولتنا بما لا يضع مجالاً للشك بأنها خير من يدير مثل هذه الأزمات ، هذا فيما يخص الوضع الراهن أما فيما يخص الصحة بوجه عام فإنه ينقصنا الكثير ولكن بالتجارب تصقل المعارف ولعل هذه الأزمة تجني ثمارهاً تعود بالفائدة على الفرد والمجتمع من خلال التخطيط الجيد .

س8 : من وجهة نظر أخرى هل ترى الحراك المجتمعي والإعلامي اليوم الذي يؤطر ويبرز الدور البطولي و التضحية الكبيرة التي يقدمها الممارسون الصحيون في خدمة المواطن وحمايته، هل ترى كل ذلك يشكل دافع عطاء أكبر وهل تراه استطاع مواساة الكثير منهم في غيابهم وتعبهم واصابتهم أحيانا ؟

فأجاب : في الحقيقة أن الإعلام احيانا يربك المنظومة الصحية ويرعب طائفةً من المجتمع مما يجعل دور العاملين في مواجهة هذه الأزمة مجرد لهث للحاق بركبٍ تولى ففي حين تجد انهم مسكوا زمام الأمر وبدأوا في تسيير دفة المجتمع تجد في المقابل من بعض الإعلاميين ما يطوح بكل هذه الجهود خارج حدود الهدف المنشود وساهمت بعض الشائعات في ارباك فرق العمل وشتت افكارهم وبرغم ذلك هم سائرون بخطى حثيثة لمواكبة الانتشار السريع للفيروس بين المجتمع في عموم بقاع الوطن .. وبرغم هذه المعوقات إلا أن الدور البطولي الذي يقدمه أبطال الصحة ظاهر جلياً للجميع لأن قناعاتهم أن هذه أمانة في اعناقهم وعمل إنساني يتحتم عليهم القيام به رغم كل الصعوبات .

س 9 : الآن س اختم دوري معك مجبرا ونزولا عند حكم الوقت بأن أترك لك حرية الاختيار في مشاركتنا بقصيدة ختام من اختيارك ؟

ما زال :

مَضوا سَريعاً وَبِالتَّوديعِ ما نَطَقوا
والعاشِقُ الصَّبُّ في الآهاتِ يَحتَرِقُ

أمسَىٰ وَحيداً فُلا شِيءٌ يُؤانِسُهُ
سِـوَى أَنـيـنٍ مَـعَ الآلامِ يَتَّـفِـقُ

في قَلـبِهِ وَجَعٌ ، يَنتابَـهُ أَسَفـاً
عَلَى العُهودِ الَّتي أَبْدوا وَما صَدَقوا

عَيناهُ مِنْ بَعدِهِمْ بِالنَّومِ قَد كَفَرَت
وَأَقْسَمَتْ ما لِغيرِ السُّهدِ تَعْتَنِقُ

أعياهُ لَيلُ التَّجافي كُلَّما انهمَرَت
تَئِنُّ من سَكْبِها الأَجفانُ والحَدَقُ

فالنَّارُ في قَلبِـهِ رَضْفٌ يُسَعِّـرُها
والشَّوقُ ما زالَ لِلأَعذارِ يَختَلِقُ

إذْ ظَلَّ في حُلْمـهِ طِفلاً تُراوِدُهُ
تِلكَ الحَكايا فَيَبْكي ثُمَّ يَختَنِقُ

يُعيدُ مِنْ أمسِهِ بَعضاً لِحاضِرِهِ
لِتَسْتَـبَدَّ بِهِ اللـوعـاتُ والحُـرَقُ

وَهْماً يَرَى في انعِكاسِ الماءِ صَورَتَهُ
تُعيدُ بَعضَ الذي مِنْ عُمرِهِ سَرَقوا

تَؤزُّهُ خَفقَـةُ الشَّكوَىٰ فَيَرفُـضُُها
حِبرٌ ، إذا ما تَبَنَّى حَرفَـهُ الوَرَقُ

كَمْ لاذَ بِالصَّمْتِ كَي يَجتازَ عاذِلَهُ
فَيَصرُخُ القَلبُ والمَكنونُ يَندَفِقُ

يَبْني مِنَ الوَهمِ جِسراً نَحوَ غايَتِهِ
في قاعِ وَحْلٍ بِهِ الأَقدامُ تَنزَلِقُ

وَكُلّـمـا غـازَلَ الآمــالَ أَبْـعـدَهـا
عَنْ ناظِريهِ ظَلامٌ وانطوَىٰ الأُفُقُ

ما زالَ في عالَمِ المَجهولِ تُنكِرُهُ
كُلُّ المَسافاتِ والخُطواتُ والطُّرُقُ

مَنْ يَرقُبِ الخَوفَ في أَكنافِ غُربَتِهِ
مَتَى يَشُقُّ طَريقـاً والمَدَى غَرَقُ؟

سُدَف :

وَلَـهٌ هُـنا مُتَمَـرِّدٌ وَهَـناكَ حَتْفُ
وَأَنا أَسـيْرٌ نَحـوَ إِحـراقي أُزَفُّ

نِصْفي رَهينٌ عِنْـدَ أُنثَىٰ طَبْعُها
غُنْجٌ ، وَلِينٌ فَابْتِسامٌ ثُمَّ ظُرفُ

في رَوضِ خَدَّيها وُرودٌ تَشْتَهي
لَثْماً..وَلي عَنْ قَطْفِها خُلُقٌ يَعِفُّ

أغْدَقْتُها مِنْ فَيـضِ حُبِّـي رُبَّمـا
يَوماً تُجودُ بِوَصلِها والعَيشُ يَصفُو

فَلَكَمْ وَدِدْتُ الدِّفءَ في أَحضانِها
فَتَمَنَّعَتْ واجْتَثَّنـي بَردٌ وَخَسْفُ

مـا بَيـنَ تِلْكَ وَهَـذِهِ..أَمَـلٌ ذَوَى
عَنْ ناظِري..وَمَدامعي تَأبَى تَكِفُّ

جِلبابُ صَبري قَد تَمَزَّقَ بالجَوَى
وأنا عَلَى بَعضيْ بِآهاتـي أُلَـفُّ

فَبَقيتُ في ألَمـي أُصَـبِّرُ خافِقاً
فيهِ الأَماني ساهِراتٍ حِينَ أَغْفو

يا قَلبُ وَيحَكَ كُفَّ قَد أَتْعَبتَني
فالكَفُّ عَنْ زَيغِ الهَوَى شَرْعٌ وَعُرْفُ

وارْحَـمْ صَلِـيَّـاً ضَـجَّ مِمَّا صابَـهُ
وَجَعٌ..وَفي أضلاعِهِ جُرحٌ وَنَزفُ

لَو كُنْتَ تَدري ، ما ظَلَمْتَ مُتَيَّماً
يَرجو الوِصالَ وَمَا لَهُ تَمْتَدُّ كَـفُّ

قَدَراً أَعيْـشُ مُقَسَّمَـاً وَمَطالِبـي
سُدَفٌ أنا ما بَينَها نِصْفٌ وَنِصْفُ

الآن سيتسلم المكان الشاعر يعقوب بيشي ومع أسئلة الجمهور للإبداع بقية معكم :

بكل سرور كيف لا وأنا سوف اتسلم من هامة إعلامية فخمه صاغت أجمل الكلمات وحلقت بنا إلا أعالي الآفاق وكذلك سوف استلم منه هامة شعريه رنانه ابدعت بكل شي شعريا بالروح وبالمكان وبالاحساس وفي نفس الوقت أجد نفسي في المحك الحقيقي لأخرج من هذه الحلقة بأقل الخسائر .

السؤال الأول : السؤال الثاني : السؤال الثالث : أحمد موسى مجرشي

س١: الشعر الشعبي النبطي / أصبح مشاكسا ومشاغبا في الساحة الادبية تسبب في حروب إبداعية جميلة متعددة بين مناصر ومعارض ومتفرج كيف تنظرون لهذه الحروب الإبداعية الفاتنة بين إثبات الوجود وجدل ؟

فقال : بالنسبة لي شخصياً فإنني أجدها حرباً مشروعة بين الطرفين ففي حين تجد عاشقاً للفصيح، تجد هناك عشاقاً للشعر الشعبي وجمهور وهذا يعتمد على تفاوت الذائقة بين طوائف المجتمع، ناهيك أن الشعر الشعبي سهل التطويع فما تجد أنه محظور في الفصيح تجده مسموح في النبطي .

س٢: هل القصيدة قلعة الشاعر الدائمة يحتمي فيها وبها من عواصف الحزن والاغتراب والشجن، أم نافذة يطل منها على أشيائه السرية والحميمة ؟

ج- بالنسبة لي أجد أن الشعر نافذة لي أطل من خلالها على أفق لم أكن ابلغه لو لم أكتب قصيدة وللحنين والاغتراب وكل معارك الحياة تأثير في نفس الشاعر ومناسبة لخلق قصيدة .

س٣: في أيٍّ من مجموعاتك الشعرية تجد نفسك أكثر؟ وأي قصيدة أو قصائد ترى أنها تعبر عن الشاعر عاشق الحرث ؟

ج- أجد نفسي في أغلب قصائدي ولولا ذلك لما كتبت الشعر لكنني الأقرب إلى شعر العاطفة .

 

في ختام هذه الأمسية الباذخة من ضمن سلسلة لقاءات مجلس دهوان وخلب الأدبي لا يسعنا إلا أن نشكر الشاعر عبدالله محمد الأمير ( عاشق الحرث) ، سعداء جــداً وكلنا امتنان ، وشرف تلبيتكم دعوتنا تألقتم فأبدعتم وارتوت ذائقتنا بهطولكم الماتع كما نشكر الحضور الكريم على متابعتهم آملين لهم دوام المتعة والبهجة والسعادة مع برامج مجلس دهوان وخلب الأدبي ونعدهم إن شاء الله بالمزيد وكما نشكر مقدم اللقاء الأستاذ علي عادل الأمير ، لقاء إدارته الأحترافية لهذة الأمسية فقد أبحر بنا إلى شواطئ الكلمة وعذوبة الحرف وللجميع وافر الشكر على تفاعلهم …إدارة مجلس دهوان وخلب الأدبي . 

مقالات ذات صلة

إغلاق