حاوره الأستاذ : علي عادل الأمير تعقيب الإعلامي : محمد أبو القاسم إدارة الحوار الشاعر : يعقوب عبدالله بيشي أرَى سَمائي طُيوفاً حينَ أرمُقُها يَمَوتُ حُلمي عَلَى الأجفانِ مُشتَعِلاً إنّي لَأمضي إلى الغاياتِ مُلتَحَفاً تَشكو عَصايَ مَصِيراً لَستُ أعرِفُهُ ما زِلتُ أحيا سُؤالاً لا جَوابَ لَهُ مقدمة : فأجاب : حين يجتاحني طوفانك أجدني غارقاً لا محالة فأنت تمتلك فروسية وحذاقة العربي البليغ وكيف لا وأنت تختصر الجمال وتقفز على إلى ذروة الفصاحة بكل اقتدار وكل ما نقرأه من أحرفك بعضه يشهد لبعضه.. وكله يشهد لك بأنك الأجدر بالثناء أستاذ علي عادل ، ولأن كلمات الشكر لا توازي فيض كرمك فسأكتفي بقولي: طوقتني بهذا الثناء وألجمت فصاحتي ، فشكراً وليتها تفي ومثلك يعذر إن مثلي قصر لك وللجميع الود والتقدير . بداية كل بداية سيدي الكريم.. لك مساحة نود فيها تحدثنا عن عبدالله الامير كبطاقة شخصية ؟ • عبدالله محمد يحي الأمير • من مواليد محافظة الحُرِّث معشوقة الغيم والمطر 1390 س1: على ثراء هذه المسيرة ومنعطفاتها الكثيرة ما شاء الله من الطبيعي أن تكون ساهمت في تشكل عبدالله كما نعرفه.. سؤالي أين تجد المرحلة الأكثر تأثيراً عليك ؟ فأجاب : التأقلم على متقلبات الحياة بكل صنوفها أمر مرهق كما تعلم والجمع بين المتناقضات يولد نوعاً من الشتات ولا أخفيكم سراً، بأنه منذ لحظات النزوح الأولى وأنا أبحث عن نفسي ولم اهتدِ لسبيل تصلني إلى قناعة تامة بأنني وجدتها ، فأكثر المراحل التي أثرت في حياتي على الصعيد الشخصي هي مرحلة التنقل في العمل بكل صور أتعابه وصعابه . س2 : الا تجد هذا الشتات الروحي أو التمزق بين الأماكن يسهم بشكل أو بآخر في عاطفة الشاعر أو نضج حروفه لتخرج القصيدة عنه بنكهة الحنين ورائحة الأماكن ؟ فأجاب : بلى فوالله إنها صنعت من عبدالله الأمير شاعراً رغم أنفه فكانت بيئة خصبة ينعت قطوفها وتنوعت فكانت لي بمثابة القوت أقطف منها ما يرضي آل طموح ويروي عطش الكتابة وكفى بالحنين رسولا . س3: في رحلة التشكيل لعبدالله الأمير الشاعر هل تستطيع تسمية أوقات أو أشخاص أو قراءات كانت محورية ومهمة التأثير في كل قصيدة تكتب ؟ تأثرت في بداياتي الشعرية بمعلمي الأستاذ علي رديش دغريري في المرحلة المتوسطة وبعدها كنت أقرأ له كثيراً ولشعراء إخرين من المنطقة ، وأنا بطبعي أعشق الفصيح حد الثمالة ولكن خوفي ، من النقد والانتقاد كنت أكتبه بحذر إلى أن تعرفتُ على الأستاذ خالد الواصلي وهو من دفعني للبروز إلى ساحة أدباء الفصيح ، فكان الناصح والموجه والمشجع لي وسأدين بذلك ما حييت ، أيضاً كنت استشير كل من أرى بأنه سيرشدني أو يسدي لي النصح وهم كثير جداً وكنت أنت من ضمن المستشارين المؤتمنين ، فأنا أعتبر عام 1437 هو بدايتي الحقيقية في مجال الفصيح . الأستاذ خالد واصلي شاعر ذو ثقل كبير على الساحة واياديه كما كان لأبيه على شعراء المنطقة الكبار.. تحية تقدير للاستاذ خالد . س4: أعلم أن للشاعر علاقة بقصائده تشبه إلى حد بعيد علاقته بـ أولاده ، لكن الا توجد قصيدة يجد بها قطعة من روحة ويراها ذروة ما كتب أو الأقرب إلى نفسه ؟ إن وضعتك في الإختيار فما هي تلك القصيده ؟ فأجاب : نعم هي كذلك ولها من المكانة ما يحتل النفس مثل البنات كتبت الكثير من القصائد وأجدها جميعاً بهذه المكانة لكن طالما علي أن أختار فسأختار قصيدتي في محراب الذكريات ، فهي القصيدة التي شاركت بها كأول قصيدة للنقد الأدبي في ملتقى شعراء جازان، وقد خصصت لها ليلة كاملة للنقد شارك في ذلك أساتذة جامعات ومعلمين وشعراء كبار ونقاد مختصين وكانت هي المحك الحقيقي لي كشاعر ولا أخفيكم بأنها كانت ستنهي كل أحلامي لولا إيماني القطعي بأن النقد هو قرين الشعر ولم يسلم منه أحد ومنها شققت طريقي لبلوغ ما تراه اليوم . قصيدة : في محراب الذكريات جُنحاً مِنَ الليلِ هاجَ القَلبُ وانتَحَبا قَد شَفَّهُ الشَّوقُ حَتُّى كادَ يُهلِكُهُ أرجوكِ سَيّدتي إنّي ذُبِحتُ نَوَىٰ فَلتَرحَميني حَياتي حَفَّها خَطَرٌ يا مَن رَحَلتِ سَتَبقَى في مُخَيِّلتي إنّي أُصَلّي عَلَى مِحرابِ أسئِلَتي وَهَل صوابٌ لِقلبي في توَجُّدِهِ فَكَم أناخَتْ هُمومُ اليأسِ أشْرِعَتي ما حُقَّ لِلحُبِّ أن أَحيا بِقَسوَتِهِ يا نَفَحَةَ الرَّبِ إنَّ الله سائِلُنا كُلّـي جِــراحٌ وآمالــي مُعَلَّـقَـةٌ واليومُ يُتعِبُ هذا البُعدُ أورِدَتي قَضَيتُ عُمراً وأحزاني تُحاصِرُني لا تَسأليني عَنِ الدُّنيا وزينَتِها طَرَقْتُ بابَ الأماني دونَما أمَلٍ أنا المُقيمُ عَلى أوتارِ ذاكِرتي مَتَى أُعيدُ لِهذا الليلِ رَقصَـتهُ إن ساءَلوكِ عَنِ الأَسرارِ في غَرَقي كَم رامَ وَصلي وأيدي الغيرِ تَمنَعُهُ هَوَ العَفيفُ الذي قَد ماتَ مِن ظَمأٍ س5 : يبقى للأماكن حنين وللحنين إليها ملامح تشبه الأصحاب ذات غياب.. هل بقي للبقاء على الأماكن دمع في دفتر قصائدك ؟ هل بقي للبكاء ؟ فأجاب : تقريباً ثلثي قصائدي تئن وتبكي على الأطلال فلا اخفيك أن البكاء يحتل الجزء الأكبر والحنين يحمل نعشي حياً . س6: تبقى الحرث الجزء الأكبر المفقود من ملامحنا… فما هي أخر حروفك التي كتبت لها ؟ رحلة بِلا عنوان : لا تَعْـذِلوا مُرْغَماً ما كانَ مُبْتَدِعا لا تَعذِلـوهُ إذا ما شَـابَ مَـدْمَـعُـهُ فَـلَـو عَلِمتُـمْ يَقينـاً عَنْ مَكامِـنِـهِ غَدْرُ الزَّمانِ وَدُنيَـا فـي تَقَـلُّبِـهَـا هُـوَ الـذي سـايَرَ الأيامَ مُـرتَحِـلاً أقصاهُ حَظٌّ كَـئيـبٌ عَنْ هَنـاءَتِـهِ أَتَـىٰ بِـمَـا هُــوَ نَـضٌّ ثُـمَّ أَجْـبـَرَهُ كَمْ خاتَلَ الدَّمعَ ما أَذكاهُ مُختَلِقاً لا طابَ في صَمْتِـهِ وَجْدٌ يُنازِعُهُ أتَعــذِلـونَ كَـريمـاً كُلَّـمَـا نَـزَلَــتْ لَـمْ تَعـلَـمـوا أَنـَّهُ ثـاوٍ بِـأَضْـلُـعِــهِ وأنَّهُ يَشـرَبُ المَسكوبَ مِنْ مُقَلٍ فَانْكَـرَتْـهُ حِـيـاضٌ كانَ يَـأْلَـفُـهـا س7: سأعتذر من عبدالله الشاعر وأخرج معه قليلا عبدالله الأمير كممارس صحي او صاحب علاقة مهنية بالصحة في ضل الوضع الراهن (صحيا) هل ترى ان الوضع يسير الى الافضل ام مازال المجتمع يمارس الاخطاء ذاتها التي قد تؤخرنا ؟ فأجاب : عذرك مقبول وسؤالك معقول لنكن متفائلين جداً فما كان ليصيبنا ما كان ليخطئنا.. فما تمر به دول العالم هذه الأيام هو انتفاضة ضد عدو مجهول ونحن جزء من هذا العالم لكن من وجهة نظري ومن خلال ما أراه وألمسه فالوضع بإذن مطمئن رغم الخوف والحذر ، والصحة تقاتل في مجالات عدة ما بين دراسات بحثية وبين إجراءات وقائية والحمد لله أثبتت دولتنا بما لا يضع مجالاً للشك بأنها خير من يدير مثل هذه الأزمات ، هذا فيما يخص الوضع الراهن أما فيما يخص الصحة بوجه عام فإنه ينقصنا الكثير ولكن بالتجارب تصقل المعارف ولعل هذه الأزمة تجني ثمارهاً تعود بالفائدة على الفرد والمجتمع من خلال التخطيط الجيد . س8 : من وجهة نظر أخرى هل ترى الحراك المجتمعي والإعلامي اليوم الذي يؤطر ويبرز الدور البطولي و التضحية الكبيرة التي يقدمها الممارسون الصحيون في خدمة المواطن وحمايته، هل ترى كل ذلك يشكل دافع عطاء أكبر وهل تراه استطاع مواساة الكثير منهم في غيابهم وتعبهم واصابتهم أحيانا ؟ فأجاب : في الحقيقة أن الإعلام احيانا يربك المنظومة الصحية ويرعب طائفةً من المجتمع مما يجعل دور العاملين في مواجهة هذه الأزمة مجرد لهث للحاق بركبٍ تولى ففي حين تجد انهم مسكوا زمام الأمر وبدأوا في تسيير دفة المجتمع تجد في المقابل من بعض الإعلاميين ما يطوح بكل هذه الجهود خارج حدود الهدف المنشود وساهمت بعض الشائعات في ارباك فرق العمل وشتت افكارهم وبرغم ذلك هم سائرون بخطى حثيثة لمواكبة الانتشار السريع للفيروس بين المجتمع في عموم بقاع الوطن .. وبرغم هذه المعوقات إلا أن الدور البطولي الذي يقدمه أبطال الصحة ظاهر جلياً للجميع لأن قناعاتهم أن هذه أمانة في اعناقهم وعمل إنساني يتحتم عليهم القيام به رغم كل الصعوبات . س 9 : الآن س اختم دوري معك مجبرا ونزولا عند حكم الوقت بأن أترك لك حرية الاختيار في مشاركتنا بقصيدة ختام من اختيارك ؟ ما زال : مَضوا سَريعاً وَبِالتَّوديعِ ما نَطَقوا أمسَىٰ وَحيداً فُلا شِيءٌ يُؤانِسُهُ في قَلـبِهِ وَجَعٌ ، يَنتابَـهُ أَسَفـاً عَيناهُ مِنْ بَعدِهِمْ بِالنَّومِ قَد كَفَرَت أعياهُ لَيلُ التَّجافي كُلَّما انهمَرَت فالنَّارُ في قَلبِـهِ رَضْفٌ يُسَعِّـرُها إذْ ظَلَّ في حُلْمـهِ طِفلاً تُراوِدُهُ يُعيدُ مِنْ أمسِهِ بَعضاً لِحاضِرِهِ وَهْماً يَرَى في انعِكاسِ الماءِ صَورَتَهُ تَؤزُّهُ خَفقَـةُ الشَّكوَىٰ فَيَرفُـضُُها كَمْ لاذَ بِالصَّمْتِ كَي يَجتازَ عاذِلَهُ يَبْني مِنَ الوَهمِ جِسراً نَحوَ غايَتِهِ وَكُلّـمـا غـازَلَ الآمــالَ أَبْـعـدَهـا ما زالَ في عالَمِ المَجهولِ تُنكِرُهُ مَنْ يَرقُبِ الخَوفَ في أَكنافِ غُربَتِهِ سُدَف : وَلَـهٌ هُـنا مُتَمَـرِّدٌ وَهَـناكَ حَتْفُ نِصْفي رَهينٌ عِنْـدَ أُنثَىٰ طَبْعُها في رَوضِ خَدَّيها وُرودٌ تَشْتَهي أغْدَقْتُها مِنْ فَيـضِ حُبِّـي رُبَّمـا فَلَكَمْ وَدِدْتُ الدِّفءَ في أَحضانِها مـا بَيـنَ تِلْكَ وَهَـذِهِ..أَمَـلٌ ذَوَى جِلبابُ صَبري قَد تَمَزَّقَ بالجَوَى فَبَقيتُ في ألَمـي أُصَـبِّرُ خافِقاً يا قَلبُ وَيحَكَ كُفَّ قَد أَتْعَبتَني وارْحَـمْ صَلِـيَّـاً ضَـجَّ مِمَّا صابَـهُ لَو كُنْتَ تَدري ، ما ظَلَمْتَ مُتَيَّماً قَدَراً أَعيْـشُ مُقَسَّمَـاً وَمَطالِبـي الآن سيتسلم المكان الشاعر يعقوب بيشي ومع أسئلة الجمهور للإبداع بقية معكم : بكل سرور كيف لا وأنا سوف اتسلم من هامة إعلامية فخمه صاغت أجمل الكلمات وحلقت بنا إلا أعالي الآفاق وكذلك سوف استلم منه هامة شعريه رنانه ابدعت بكل شي شعريا بالروح وبالمكان وبالاحساس وفي نفس الوقت أجد نفسي في المحك الحقيقي لأخرج من هذه الحلقة بأقل الخسائر . السؤال الأول : السؤال الثاني : السؤال الثالث : أحمد موسى مجرشي س١: الشعر الشعبي النبطي / أصبح مشاكسا ومشاغبا في الساحة الادبية تسبب في حروب إبداعية جميلة متعددة بين مناصر ومعارض ومتفرج كيف تنظرون لهذه الحروب الإبداعية الفاتنة بين إثبات الوجود وجدل ؟ فقال : بالنسبة لي شخصياً فإنني أجدها حرباً مشروعة بين الطرفين ففي حين تجد عاشقاً للفصيح، تجد هناك عشاقاً للشعر الشعبي وجمهور وهذا يعتمد على تفاوت الذائقة بين طوائف المجتمع، ناهيك أن الشعر الشعبي سهل التطويع فما تجد أنه محظور في الفصيح تجده مسموح في النبطي . س٢: هل القصيدة قلعة الشاعر الدائمة يحتمي فيها وبها من عواصف الحزن والاغتراب والشجن، أم نافذة يطل منها على أشيائه السرية والحميمة ؟ ج- بالنسبة لي أجد أن الشعر نافذة لي أطل من خلالها على أفق لم أكن ابلغه لو لم أكتب قصيدة وللحنين والاغتراب وكل معارك الحياة تأثير في نفس الشاعر ومناسبة لخلق قصيدة . س٣: في أيٍّ من مجموعاتك الشعرية تجد نفسك أكثر؟ وأي قصيدة أو قصائد ترى أنها تعبر عن الشاعر عاشق الحرث ؟ ج- أجد نفسي في أغلب قصائدي ولولا ذلك لما كتبت الشعر لكنني الأقرب إلى شعر العاطفة .
في ختام هذه الأمسية الباذخة من ضمن سلسلة لقاءات مجلس دهوان وخلب الأدبي لا يسعنا إلا أن نشكر الشاعر عبدالله محمد الأمير ( عاشق الحرث) ، سعداء جــداً وكلنا امتنان ، وشرف تلبيتكم دعوتنا تألقتم فأبدعتم وارتوت ذائقتنا بهطولكم الماتع كما نشكر الحضور الكريم على متابعتهم آملين لهم دوام المتعة والبهجة والسعادة مع برامج مجلس دهوان وخلب الأدبي ونعدهم إن شاء الله بالمزيد وكما نشكر مقدم اللقاء الأستاذ علي عادل الأمير ، لقاء إدارته الأحترافية لهذة الأمسية فقد أبحر بنا إلى شواطئ الكلمة وعذوبة الحرف وللجميع وافر الشكر على تفاعلهم …إدارة مجلس دهوان وخلب الأدبي . |