حوار : سالم جيلان
الإعاقة قدر مكتوب من أقدار الله، اعتاد المجتمع على النظرة القاصرة للمعاقين، واختلفت عبر العصور تسميتهم، شاهدنا في أنحاء العالم تسمية ذوي الإعاقة بمصطلحات ومفاهيم متفاوتة، لعل آخر التسميات الدارجة كانت مصطلح “ذوي الاحتياجات الخاصة”، هذا المصطلح متداول في كل مكان، غير أنَّ بعض الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة يتحولون لذوي القدرات الخاصة؛ وذلك بما يقدموه من ممارسات وأنشطة في المجتمعات، أصبحنا نجد موهوبين وموهوبات لهم قدرات خاصة، يستطيعون من خلالها صناعة الفارق فعلًا… اليوم في أحد لقاءاتنا نستضيف “عن بعد” إحدى الموهوبات من ذوي القدرات الخاصة، مدربة، كاتبة رغم فقد البصر لكنها؛ امتلكت بصيرة عالية بفضل الله، جعلتها تُبدع في مجالات متعددة، وتشارك في مشاركات متنوعة، وطموحها الآن أن تكون سفيرةً للسعادة رغم الإعاقة.
– نرحب بالكاتبة والأديبة “موضي” ونود التعرف أكثر على شخصيتك؟
– “موضي سعيد القحطاني” ، كاتبة أدبية، وممارسة للإلهام والتحفيز، وشغوفة بالتأليف والإلقاء، صانعة لحياة السعادة، بفضل الله ببصيرتي أبدعت، مقولتي الشهيرة “الحياة حلوة بعيون الأمل”، حصلت على وسام الاستحقاق لأول كفيفة مدربة.
– كيف كانت البدايات؟
– البداية قبل سنة ونصف تقريبًا كنت أشارك ضمن فرق تطوعية ورشحوني لأكون سفيرة لأحد الفرق وكتبت مدونة فخطرت في بالي فكرة التأليف وتجميع الخواطر عبر مدونات ثم أنشأت قناة يوتيوب وانطلقت في الكتابة والتأليف ولي كتاب بعون الله سوف يرى النور قريبًا تحت إشراف صلاح الدردير.
– تمثيل فريق تطوعي أو سفيرة لجمعية.. متى بدأتي هذه المشاركات ؟
– بدأت في جمعية لأجلكم لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة أثناء إحدى المشاركات وكتبت كلمة عن ذوي الإعاقة وعن الجمعية فرشحوني لأكون سفيرة لهم ولكنني أشعر دائمًا بأن المنصب تكليف وليس تشريف.
– اسم أول فريق تطوعي أو جميعة انضممتي لهم؟
– شاركت في عدد من الفرق التطوعية والجمعيات حيث تجاوزت مشاركاتي عدد تسع فرق تطوعية ومن أشهرها فريق “قمرة التشكيل” للفنون التشكيلية.
– التغلب على الإعاقة ليس بالأمر السهل فكيف استطعتِ الوصول لهذه النجاحات؟
– صحيح وخاصةً عندما يولد الشخص معاقًا وأنا لم أُولد معاقة إنما أُصبت بالعمى الكلى في عمر عشر سنوات وبالتأكيد كانت الصدمة قوية ولكن الألم لا يفيد فكيف يكون لك بصمة وأمل في الحياة وأثر في المجتمع إلا بتجاوز الصدمة.
– هدفك إلهام الآخرين.. فماهو طموحك نحو هذا الهدف؟
– كل إنسان له طاقة ولم يخلقنا الله عبث وإنما للعبادة والعمل والسعي لإعمار الأرض ولتحقيق أهداف معينة في الحياة وقد واجهت معلمات ومدربات وأساتذة وإعلاميين وإعلاميات وقوبلت بالرفض في شغل بعض المواقع وانتقاص وخلافه ولكن بنسبة قليلة بينما وجدت دعم كبير من الكثيرين حولي والحمدالله واصلت طريقي وأسعى لتحقيق المزيد وأطمح لأن أكون وزيرة أو رائدة للسعادة.
– طاقتك الإيجابية يفتقدها أسوياء ماشاءالله تبارك الله فمن يقف حولك دومًا أو غالبًا؟
– واجهت رفض في بعض المحطات لكن تجاوزت هذه المواقف بالعزيمة والإصرار على التفوق والنجاح وهنا أشكر من قلبي كل من وقف مع “موضي” ومنحها الفرصة في البداية الفرق التطوعية التي أعطتني فرصة لإلقاء كلمات ومحاضرات تثقيفية وبعد ذلك الأكاديمية الدولية للمدربين العرب بواسطة أحمد القرني فقد منحني وسام الاستحقاق وكذلك صحف ومواقع آمنت بموهبتي وبالإمكانيات التي لدي وكذلك منتدى الملك سلمان دعموني كثيرًا وإعلاميين وإعلاميات ومثقفين ومثقفات ولا يمكن أنسى فضل ووقفات الأستاذ صلاح الدرديدر فقد راجع كتابي وشجعني على التأليف.
– مواقف ومحطات عالقة في الذاكرة؟
– مثلًا منعي من التسميع في الحلقات لأنني كفيفة، يرفضون كتاباتي ويصنفوها على أنها شخابيط ولكن الحمدلله تخطيت هذه المواقف.
– كلمتك الأخيرة للجميع أصحاء أو ذوي احتياجات خاصة؟
– كلمة أخيرة للمجتمع “لا يأس مع الحياة” ، صافح الحياة بالأمل والابتسامة، اصنع حياتك بكل ماتستطيع، واترك لك أثر وبصمة، فكل شيء راحل وستبقى بصماتك مؤثرة، وشعاري الدائم “ببصيرتي أبدعت”… أشكر لك ولصحيفتكم هذه الاستضافة.
الإنجازات الشخصية
– حفظ اثنين وعشرين جزء من القرآن الكريم.
– المشاركة في تأليف كتاب “وضآت مُلهمة” مع الكاتب صلاح الدرديدر.
– مؤلفة كتاب “ببصيرتي أبدعت”.
-المشاركة في إعداد تصاميم مع بعض المصصمات.
– حسابي على تويتر أبث من خلاله السعادة.
– أفضل خطيبة في نادي الأمل توستماسترز.