المقالات

كلنا أنت وأنا وأنت الوطن

بقلم / خالد سالم السراني

الوطن حباً وفاءً تماسكًا …
فقدرنا أن نكون هنا معاً على أقدس أرض وأعظم وطن نعيش فيه وعليه متحابين و محبوبين متآخين ومجتمعين
بقلوب واعية وآذان صاغية وجوارح عاملة مسلمة ومذعنة بقضاء ربها راضية
وعند حدود أمره واقفة سامعة وطائعة نصطف خلف قيادته مطمئنين .
فوطننا أمنه مستتب وخيراته متوالية بإذن ربنا ..فهذا خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام داعياً لهذا الوطن المقدس بقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾سورة البقرة -ايه ١٢٦ .
ومن هنا حق لنا أن نفخر ونفاخر بحب هذا الوطن المقدس ومافيه ومن فيه وعليه من المواطنين آباء وأمهات وإخوان وزوجات و أبناء وجيران وأقارب وزملاء ومقيمين أعزاء وان نشتاق لرؤيتهم كما يشتاقون هم لنا ولرؤيتنا جميعًا سالمين .
فكلنا عاشق محب لهذا الوطن أرضًا وسماء بحرًا وثراء
راعيًا و رعية عشقًا نتعبد الله به وعليه صباح ومساء
فهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم يضرب لنا المثل الأعظم في حب الأوطان فعندما أُخرج صلى الله عليه وسلم من مكة مكرهًا قال صلى الله عليه وسلم بعد أن التفت إليها (وَاَللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ .
وقوله صلى الله عليه وسلم (مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وأَحبَّكِ إلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
صلى الله عليك وسلم يا خير الورى تعداد حبات الرمال و أكثرا
صلَّى عليك الله ما غيثٌ همى فوق السهول وبالجبال وبالقرى يا خير مبعوث بخير رسالةٍ .
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ سورة النساء -ايه ٥٩.
فهذا منهاج حياة ودستور أمه به يتحقق الصلاح والفلاح .
وهنا تأتينا أيضاً كلمة سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله والتي اتسمت وارتسمت بالثقة بالله أولًا ثم بعزيمة المواطن السعودي في تجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخ البشرية لتؤكد على الجميع بأن يكونوا على قدر هذه الثقة قولاً وعملا .
وهنا نقف وقفة اعتزاز واجلال و تقدير و احترام بهذا الكادر الطبي السعودي المميز و وزيره المتألق قولاً وعملاً كما نشيد ونؤكد على دعوتهم لنا وهم يشددون على ضرورة البقاء في المنازل وتقليل التواصل المباشر بيننا .

وهذه عوالم الدنيا التي تطل عليا صباحاً ومساءً وتقول لنا بكل لغات العالم (خليك في البيت -stay home ).
وأنا وأنت ما عسانا أن نقول ونحن لا نريد أن نُفقد أو يفقدُنا من نحب..
* خالد سالم السراني

مقالات ذات صلة

إغلاق