المحليات

سوق الخضار بصبيا بين تنظيم البلدية وانفلات أسعار “كورونا “

صبيا : سالم جيلان

كورونا المستجد يساعد التاجر المستبد ، هكذا حال الأسواق ، الجشع والطمع في حاجة الناس وتزايد الطلب على السلع ، الناس تملَّكها الهلع من جهة وحاصرتهم الأسعار من جهةٍ أخرى …. بالأمس القريب تناولنا تلاعب الصيدليات ، وتجار المواد الاستهلاكية بالأسعار ، واليوم نتفاجأ ” بكورونا ” أسعار الخضروات.

صباح السبت ٤ شعبان ١٤٤١هـ الموافق ٢٨ مارس ٢٠٢٠م ، كام للصحيفة جولة على حلقة سوق الخضروات والفواكه في محافظة صبيا ، حيث شهد هذا الموقع قبل أيامٍ قلائل نظافة تامة ، فقد قامت بلدية صبيا بإزالة البسطات العشوائية ، وعقب ذلك تم تنظيف وتطهير وتعقيم كامل السوق ، وبالأمس استلمت البلدية الموقع من جديد ، فقامت فرق صحة البيئة والرقابة الصحية بتنظيم السوق ، ومتابعة آلية البيع ، وسعودة البسطات بشكلٍ تام.

لكنَّ هذا التنظيم والترتيب عابه ” انفلات الأسعار ” ، وقد استغربنا هذا الأمر خلال جولتنا الصباحية ، إذ شاهدنا ولمسنا تفاوت كبير في أسعار البيع ، وزيادة مبالغ فيها عن الأسعار قبل التنظيم !!! هنا تابعت التجول والاستفسار عن الأسعار ، والمناقشة مع الباعة حول هذا التفاوت والغلاء ، أحدهم قال بأن أسعار الجملة من الموزعين مرتفعة ، وآخر يقول نشتري من الظبية بسعر مرتفع ، تفاجأت بأحد الباعة يتحدث بصراحة قائلًا : قبل ” كورونا ” كنا مثلًا نبيع كيلو الطماطم بثلاثة ريالات ، أو اثنين كيلو بخمسة ريالات ، والآن نبيع الكيلو الواحد بسبعة أو ستة أو خمسة تماشيًا مع السوق ، بسطة أخرى يبيع الكيلو بثمانية ريالات!!!!.

تحدثت مع الدكتور موسى السبعي ، مدير صحة البيئة في بلدية محافظة صبيا – والذي يرافق موظفي صحة البيئة ومراقبي القسم – فسألته عن وضع السوق وتفاوت الأسعار فعلق بقوله : نحن في البلدية تقتصر مهمتنا على التنظيم ، وتسليم البسطات للسعوديين ، ومراقبة حركة السوق ، وانسيابية حركة البيع ، ونظافة الموقع والبسطات…. وعند سؤالي عن تفاوت الأسعار ؟! قال هذا الأمر يعود للتجارة، وهي من تراقب الأسعار ، ولا علاقة لنا بذلك وبإمكانك رفع بلاغ عن الأسعار .

هذا التفاوت أو الانفلات في الأسعار ، ترك تساؤلات كبيرة لدى مرتادي السوق ، ومايثير الاستغراب والتساؤل ، أن حملة البلدية والتجارة كانت في اليومين الماضية موحدة، وتهدف لمكافحة التلاعب في الأسعار ، لدى مؤسسات المواد الغذائية والاستهلاكية ، بينما عادت حلقة خضار سوق صبيا للحركة ، والأسعار فيها متأرجحة في تواجد البلدية !!!

تحدثنا مع بعض مرتادي السوق ، كانت الآراء تتمحور حول غلاء الأسعار ومن المستفيد الأكبر من إلحاق الضرر بالمستهلك، من جهة ومن جهةٍ أخرى انتقد عدد من المتسوقين ورواد مواقع التواصل عدم انضباط العاملين بارتداء الزي الموحد، أو اللباس المناسب لمثل هذه المواقع ، والعشوائية التي لا تتوازى مع غلاء الأسعار .

” كورونا المُستجد ” ترك في كل الأرجاء نماذج متكررة لما يسمى ” بالتاجر المُستبد ” فيبقى الناس في هذا العالم بين مطرقة الوجع وسندان الاستغلال كالفريسة للأوجاع والهدف للأطماع .

مقالات ذات صلة

إغلاق