المحليات
” عبير” عِطْرُنَا الفواح العابر
✍? سالم جيلان أبويزيد
حياة الإنسان ذكرًا كان أو أنثى محفوفةٌ بالمخاطر، يقضيها أحدُنا بين جدٍ ولهو، فرحٍ وترح، راحةٍ وعناء أو نكدٍ وهناء، نهاية المطاف وداعٌ إلزامي، فكل ابن أنثى وإن طالت سلامته يومًا على آلةٍ حدباء محمولٌ…. وتختلف السيرة والصورة، التي يتركها كل شخص أثناء وبعد مغادرته هذه الحياة، أسرتك وأهلك، مجتمعك الخاص والعام، معارفك وأصدقاؤك، وكل من حولك أو تعامل معك هم شهداء الله في الأرض، فأنت بنفسك بعد توفيق الله تترك بينهم الأثر.
فاجعتنا في الفتاة العشرينية بنت شقيقي الأكبر ” أحمد”، هزت مشاعري وأثارت في نفسي الحزن العميق لكنها؛ لم تكبح جماح قلمي، فمن فقدناها هي ” عبير” والتي لها من اسمها الفواح نصيب، فقد عاشت بيننا منذ طفولتها كأخلاط الطيب، ونسمات العطر الفواح، حديثها همسات خفيفة، حضورها كنسنسات الربيع، لا ترى منها إلا الخير، لا يعرف الشر طريقًا لقسمات وجهها الصغير، الهدوء سِمَة طاغية على طبعها، نجحت في حياتها بإعادة الحياة والحركة لمنزل جدتها، وكانت مغادرتها للحياة بعد توفيق الله سببًا في جمع قلوب أهلها.
” عبير” عِطْرُنَا الفواح، الذي لاح في الأُفق مثل الحلم الجميل القصير، استنشقنا طيبها العابر في جنبات حياتها الوجيزة، غادرتنا بقضاء الله وقدره، وتركت أثرها الطيب بيننا ماحيينا.
|