المقالات
العائدون إلى الحياة
بقلم: نور عباس
استيقضت ذات يوم كأي يوم عابر من أيام الحياة البائسة والتي ظننتُ أنها قدري الوحيد، لكني كنت أعيش داخلي مشاعرٌ جديدة غير مفهومة لم أستطع ترجمتها؛ حاولت تجاهلها مرارا لكنها في كل مرة تعود!
نظرتُ إلى إخوتي بحب وتقاسمتُ معهم جمال اللحظات التي كنتُ أستقيها من أعينهم ووجودهم بجانبي إخوتي الذين كانوا لي أجمل معاني الحياة
وقبل أن تغرب شمس المغيب؛ في ذلك اليوم الغريب.
أشرقت الحياة من جديد!
وبدأت فصلا من عمريَ فريد!
وكأنه يوم ميلادي القديم!
الذي عشت تفاصيله في رحم الأيام لأولد من جديد؛ ولكني ألِدُ نفسي وأتحملُ آلام المخاض بمفردي ومن حولي ينتشون بالفرح لرؤيتي ألد شابا وليس طفلا!
عندما سمعتُ أن لي أهلٌ يشتد بهم الظهر!
أب وأم لم يسئموا من الانتظار والاشتياق والبحث الحثيث!
أعواما لبثتُ في غياهب المجهول ولم أدرِ أني أنا المقصود!
لم أعلم أني سأزرع فرحا لتكتمل فصوله لديهم!
لم يخطر عليّ أبدا أبدا أني الفرحة التي كتبت لأهلي من جديد وأني الأمل المدفون بين طيات الآلام وأن الحياة توقفت عند اللحظة التي فُقدت فيها!
لم يدر بخلدي بأني الغاية الكبرى وأن وجودي بينهم هو الذي كان ينقصهم وينقصني
وإني أرى قصة يوسف عليه السلام في تفاصيل حياتي!
لا يهم كل ما مضى.. أنا فقط أحيا لما تبقى من العمر!
لأُكتب قصصا وشعرا ونثرا!
فأنا وهما والبقية من العائدون إلى الحياة الهاربون من السراب وغياهب الظلام إلى نور الأمان والحب والحنان.
لازال في العمر بقية وللفرح فصولا تنتظركم لا تنتهي إلا بفرح آخر.
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات والذي بفضله ومنه وكرمه ولطفه جبر قلوب الأمهات!
الحمدلله الذي أعادكم للحياة وللعيش من جديد.. وأظهركم للمجتمع المحب لكم من أخوة الدين.
انطلقوا للحياة فقد أصبحتم جزءا من كل بيتٍ وأسرة يهمنا أن نرى في سيماكم الفرح والأمل والنجاح والانجاز.
وبانتظار استكمال بقية الفصول بعَوْدٍ جديد ولقاءِ البقية.