المقالات
أخر الأخبار

العالم يتجه إلى الكذب و الفوضى

 

بقلم – مصطفى حمزي

يعيش عالمنا الحالي أكذوبة كبيرة و قذرة تُسمى الحرية تتبناها منظمات و دول و منصات اعلامية تدعي التقدم و التحضر و المهنية من خلال تزييف المفاهيم و القيم و تأليب الجماهير لخلق حالة من الفوضى للنيل من منظمات و دول أخرى تختلف معها في الأهداف او بالمعنى الأدق دول و منظمات ممانعة لحالة الفوضى داعمة لاستقرار الأوطان ضمن قيم و مواثيق و وقوانين..

بدايةً علينا أن نخبركم بأن الحرية بالمطلق تعني الفوضى التي لا تضمن عدم التعدي على الآخرين و تتعارض مع القوانين و النظم و هي قطعا غير قابلة للتطبيق على الأفراد لأن كل حرية فرد ستتعارض مع حرية فرد آخر لذا علينا أن نضع كل فرد في عالم منفصل عن باقي الأفراد ليتمتع بحريته التي لا تتعارض مع حرية أحد.
و بالعودة إلى بداية تكون مفهوم الحرية أو بداية الثورات نرى أن الثورات قامت بالأساس ضد الظلم و الجوع أو بالمعنى الأدق قامت الثورات لأجل ضروريات الحياة التي لولاها لهلك الإنسان و أول ثائر حقيقي هو ذلك الجائع الذي كان من الصعب عليه أن لا يتكلم و يصرح و يقول ” أنا جائع”
و ذلك الخائف الذي صرح بخوفه و ذلك المظلوم الذي صرح بظلمه و ذلك الذي لا يريد أن يموت دون ذنب..
و هذه في الحقيقة ليست حرية بل ردة فعل طبيعية او معلومة ثابتة مثلها مثل الصراخ عند الألم.

لاحظ معي أن الجوع معلومة و ليس رأي و الألم كذلك معلومة و ليس رأي سيسهل علينا إذا استوعبنا الفرق بين المعلومة و الرأي أن نكتشف زيف ما يسمى بحرية الرأي لأن الهدف الأساسي هو حرية الكذب و الكذب لا يسمى كذب إلا إذا جاء في معلومة..
مثلا كأن يقول أحدهم أنك فعلت كذا و كذا و أنت لم تفعل..
هنا نلاحظ إختلاق أو نقل معلومة كاذبة و الكاذب يعاقب حسب القانون البشري إذا ثبت كذبه و تزويره ..
و حتى يتهرب الكاذب من العقوبة يقوم بتزييف الثوابت و يسمى المعلومة رأي و يطالب بحرية التعبير عن الرأي و في الحقيقة هو يطالب بحرية الكذب..
أما الرأي فهو رأيك بمعلومة مطروحة كأن توافق أو تنكر المعلومة أو تناقش حيثياتها او تطرح حلولا لها مثل معلومة الجوع و يكون الرأي أيضا بطرح تصور عن اسباب الجوع او محاولة إيجاد حلول .. و ليس لك إختلاق معلومة جديدة لأنك حينها تخرج من مفهوم الرأي إلى مفهوم المعلومة و المعلومة إما أن تكون صادقة فتثبت أو كاذبة تستوجب العقاب.
لا يوجد ما يسمى حرية صحافة إذا كان المطروح معلومة على هيئة رأي.. فالمعلومة محكومة بقوانين فإن كانت صحيحة و محسوسة تمرر و إنْ كانت مكذوبة تُمحى و يعاقب ناقلها أو مختلقها..

أما حرية التعبير عن الرأي فهو مصطلح جديد و الجديد فيه هو استخدام كلمة التعبير و يهدف إلى استبدال الكلام و الكتابة بالأفعال الأخرى كالتظاهر و التجمهر و التخريب و التكسير صناعة الفوضى و الغضب..

و هكذا باقي الحريات كحرية الشذوذ.. الذكر يتزوج الأنثى هذه معلومة و ليست معلومة فحسب بل سبب الإستمرار البشري و الطريقة الوحيدة الصحيحة الممكنة للتزاوج و التناسل لا يمكن أن يتم التعامل معها كحرية كما لا يمكن التعامل مع القتل و السرقة أو شرب البنزين بديلا للماء كحرية.
أو التعامل مع المرض النفسي كأمر طبيعي يجب قبوله بدلا من علاجه. أو التعامل مع مريض نقص المناعة المكتسبة كشخص حر يستطيع مباشرة النساء دون قيود.

ختاما الحرية بمعناها المطلق تتنافى مع استمرارية الوجود البشري لأنها تتعارض مع الأنظمة و التشريعات الإلهية و حتى البشرية.

 

مقالات ذات صلة

إغلاق