المحليات
أطلاق” كتاب التسامح” بأمسية في مركز سلطان بن زايد
أبوظبي – هيفاء الأمين
نظم مركز سلطان بن زايد يوم الأثنين مساءً الموافق 30 ديسمبر 2019 بقاعة المحاضرات جلسة حوارية عن التسامح في الإمارات “ريادة ومنهجاً وتطبيقاً” وذلك ضمن مبادراته التي نفذها تجسيداً لإعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله» بتخصيص عام 2019 عاماً للتسامح أطلق خلالها أصداره الجديد “التسامح”، وقد شارك في تأليف الكتاب كل من معالي د. زكي أنور نسيبة وزير دولة، المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة، ومعالي د. أحمد بن محمد والبروفسور محمد ولد اعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «أليكسو»، ود. اخصيبة راشد عبدالله مصبح اليماحي رئيسة قسم الشؤون العربية والإفريقية في المجلس الوطني الاتحادي، والقس بيشوي فخري أمين والمستشار السيد علي بن السيد عبدالرحمن آل هاشم والمفكر المغربي البروفسور بنسالم حميش، وزير الثقافة المغربي سابقاً، والكاتب والمفكر الإماراتي د. يوسف الحسن، والدكتور مقصود كروز.
حضرها الدكتور عبيد علي راشد المنصوري نائب مدير عام المركز، ولفيف من الباحثين والأدباء والكتاب والإعلامين، وبمشاركة كل من معالي د. أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، رئيس البرلمان العربي سابقاً، والمستشار السيد علي بن السيد عبدالرحمن آل هاشم مستشار الشؤون القضائية والدينية بوزارة شؤون الرئاسة، والقس بيشوي فخري أمين راعي كاتدرائية الأنبا أنطونيوس للأقباط الأرثوذكس بأبوظبي، ، ود. مقصود كروز خريج كلية الطب والعلوم الصحية لدى جامعة ملبورن في أستراليا وحضور الكاتب والمفكر الإماراتي د. يوسف الحسن، المدير العام للمعهد الدبلوماسي بدرجة سفير سابقاً
وقد بدأت الجلسة بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبتعريف بمضمون الكتاب ثم جرى عرض مرئي يتضمن أقوالاً عن التسامح للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، رحمهما الله وقف الحضور دقيقة صمت عن روحهما وقراءة سورة الفاتحة.
وألقى الدكتور المنصوري كلمة نقل خلالها تحيات الشيخ الدكتور هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان، والشيخ الدكتور خالد بن سلطان بن زايد آل نهيان نائب الرئيس، مدير عام المركز. قال فيها: “نجتمع اليوم لإطلاق هذا العمل الجليل الذي أنجزته نخبة من الباحثين والمفكرين، تجسيداً لإعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» بتخصيص 2019 عاماً للتسامح . وقد حرص فقيد الوطن المغفور له الشيخ سلطان بن زايد «رحمه الله» على الاحتفاء بعام التسامح، فوجه قبل رحيله بضرورة إبرازه وتسليط الضوء عليه من خلال المحاضرات والمنشورات والأنشطة المختلفة التي تعزز الوعي بالتسامح وقبول الآخر»، مشيراً إلى أن الكتاب أحد ثمار هذه الجهود، مؤكداً على أن التسامح قيمة أصيلة جسدتها قيادتنا الرشيدة في جميع المجالات، مستذكراً مقولة المغفور له الشيخ سلطان بن زايد: “إن التسامح إرث إماراتي أصيل وثقافة إماراتية متجذرة في نفوس أبناء الإمارات، التزاماً بقيم عربية ثابتة وتعاليم الدين الحنيف “.
وثمن كل من المتحدثون معالي أحمد بن محمد والمستشار السيد علي والقس بيشوي فخري ود. مقصود اهتمام الشيخ الدكتور هزاع بن سلطان بن زايد، وأخيه الشيخ الدكتور خالد بن سلطان بن زايد بتنفيذ إرادة والدهما الرائدة، ووضع الاحتفال بقيمة التسامح في حيز الواقع، مبيِّنين أن إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله» عام 2019 عاماً للتسامح، جاء امتداداً لعام زايد الخير وإبرازاً لنهجه «طيب الله ثراه» الإنساني الراسخ الذي حرص على غرسه في مجتمع الإمارات، لنحصد ثماره بأروع صورها ومظاهرها. وأشاروا إلى أنه على أرض إمارات الخير نمت شجرة التسامح والبركة يقطف من ثمارها أكثر من مائتي جنسية على مستوى العالم تتمتع بالانسجام المجتمعي في ظل دولة القانون والكفاءات. وشددوا على أن عالم اليوم، إذا غابت عنه ثقافة التسامح وقيمه تحولت التعددية والتنوع الإنساني إلى مصدر للخلاف والصراع والإقصاء والكراهية الجماعية والمخاوف المتبادلة.
كما أكدوا أن الإمارات عرفت التسامح على أنه صفة من الصفات الإنسانية وفطرة الله في الإنسان، قال تعالى «ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور» (سورة الشورى 43) كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني». التسامح صفة نبيلة موجودة في الإنسان إذا زرعت فيه وكبرت معه أصبحت من الخصال الحميدة التي حث عليها الإسلام، وكانت من صفات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتكونت دولة الإمارات العربية المتحدة على مبادئ وأفكار مؤسسها زايد بن سلطان، وأصبحت دولة يشار إليها بالبنان.وقد أكد الشيخ زايد، رحمه الله، مراراً وتكراراً على أن الإسلام دين رحمة وتسامح وتفاهم وتقارب بين البشر، ومعاملة بالتي هي أحسن، ولا يعرف العنف الذي يمارسه الإرهابيون الذين يدّعون الإسلام زوراً، وباسمه يذبحون إخوانهم وأهلهم للوصول إلى أهدافهم المغرضة تحت شعار الدين، في سلوك مشين، والإسلام منهم براء.وقال رحمه الله: «إن الواجب يحتم على أهل العلم أن يبينوا للناس جوهر الإسلام ورسالته العظيمة بأسلوب يليق بسماحة الدين الحنيف، الذي يحث على الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى يستجيب الناس ويواجهوا الإرهاب باسم الدين والقتل باسم الدين وتابعوا: هؤلاء هم «عيال زايد»، سفراء التسامح والمحبة والسلام لا يعرفون الخوف ولا المستحيل.. حقق تطلعات المغفور له، بإذن الله، في نشر التراث الإماراتي في جميع أنحاء العالم، ويجسد رؤية الحاكم في الوصول بدولة الإمارات إلى العالمية، والرقم واحد، وأنه لا مستحيل في قاموسنا لبلوغ تطلعاتنا وأهدافنا.
قال الله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت:34]”
إن نهج الإسلام هو التعامل مع كل شخص كإنسان بغض النظر عن عقيدته أو عرقه”.والسلام إن خطر الإرهاب والتعصب والكراهية والعنصرية والتطهير العرقي والتطرف الطائفي والعنصري يزداد وينمو كالسرطان مؤكدا أن هذه الظواهر تتجاوز حدود العقل وحدود الدول وتهدد حياة الناس وهم مواطنون من مختلف البلدان والحضارات .. وتهدد التنمية والأمن وتعرض السلام العالمي للخطر.
وأضافوا وما كان ذلك النجاح ليتحقق لولا حسن الإدارة، توفر الإرادة، والتصميم على الاستمرارية، وقبل هذا وذاك الدعم والتشجيع من قبل القيادة الرشيدة.
|