المقلات

المعلم واستعادة الثقة

✍سالم جيلان أبويزيد
معلم لغة عربية

يوم المعلم… لم يعد يومًا عالميًا بل أصبح أسبوعًا مثله مثل أسبوع المرور والشجرة وماشابه ذلك من مسميات لاحتفاءات تم تكريسها في مجتمعاتنا وتقوم على تنفيذها شراكات مجتمعية بين كافة الأطياف والجهات الحكومية والخاصة ولا أقول هذا الشيء منتقصًا أحقية المعلم بهذه الاحتفائية أَو المناسبة العالمية وإنما هي افتتاحية لمقالي هذا ومدخل لما أود الخوض فيه هنا.

الكل أو الغالبية في مجتمعاتنا العربية على وجه العموم ومجتمعنا المحلي خصوصًا يتفق على قيمة المعلم ومكانته الاجتماعية ودوره المعهود والمشهود في تنشئة الأجيال وتحمل أعباء وقيود العملية التعليمية وهذا الأمر مفروغ منه بعيدًا عن طقطقات وهرطقات ومزحات وشطحات بعض أو قلِّة من نشطاء منصات التواصل الاجتماعي.

هنا أطرح سؤالًا أو أكثر للمتقاعدين حاليًا والكبار في السن من رواد العلم وموظفي القطاعات الأخرى وتحديدًا لمن كان يجلس يومًا على مقاعد الدراسة قبل أربعة أو ثلاثة عقود أو ممن تعلم ودرس في الكتاتيب والحلقات القرآنية.

– هل كان يستطيع أحدكم أن يشتكي لوالده أو والدته أو جده أو جدته أو أحد أقاربه من المعلم؟

-بغض النظر عن الإجابة على سؤالي آنفًا.. كيف استطاع المعلم اكتساب ثقة المجتمع والأسرة برأي أحدكم؟

– هل لظروف الحياة وقتها دور في تكريس المعلم جهده داخل المدرسة وتركيز الطالب على المادة العلمية؟

عديدة ومتنوعة الأسئلة والاستفسارات وكذلك الانطباعات والاستنتاجات ولكن اختصرتها فيما يتعلق ببناء الثقة ومدى أحقية ورثة الأنبياء بهذه الثقة وسوف تكون هذه المادة مجالًا لتقرير صحفي وبرنامج مصور نستطلع من خلاله الآراء حول المعلم وثقة المجتمع.

تابعت كما تابع الكثيرون غيري العديد من الفعاليات والأنشطة التي تم تنفيذها في المدارس وإدارات التعليم للاحتفاء ” بيوم المعلم العالمي” ولصبيا إدارة ومدارس شاهدنا وشهدنا الشيء الكثير منها ماقام به أولياء الأمور والطلاب وبعض أطياف المجتمع ومنها ماقامت به جهات تعليمية وأيًا كان فالمعلم يستحق ذلك على أقل تقدير ومثله كل من خدم وساهم في العملية التعليمية سابقًا أو لاحقًا.

أذهب قليلًا مع المنتقصين لمهنة التعليم ذكرًا كان أو أنثى معلمًا أو معلمة وأقول له ماذا قدمت أنت في مجالك؟ وماهي أهدافك المستقبلية؟ لكي نضعها في مقارنة مع ماقدمه ممتهني التعليم ومع مايهدفون لتقديمه… وبعيدًا عن أولئك الناقمين أُخاطب كل معلم ومعلمة وأناشدهم مطالبًا إياهم ونفسي بمراقبة الله في السر والعلن وتأدية رسالتك المهنية على الوجه الصحيح وكما يجب دون النظر لأي اعتبارات أخرى بلا تلميع أو تصنع وتكلف وبعون الله سوف تنجح وتجني ثمار عملك والوقت كفيل بمنحك ثقة المجتمع والأسرة وكذلك استعادتها إن فُقدت منك لاقدر الله في وقتٍ سابق ولتكن ثقتك في الله ثم في نفسك كبيرة متى ما أخلصت النية ومنحت الطالب وقته وعملت على إيصال المعلومة وجلبها من مصادرها المتاحة ولتعمل أنت كذلك بذات النصيحة التي توجهها لطلابك فكما تطالبهم بالبحث والتقصي تأكد يقينًا بأنك أنت أيضًا بحاجة للاستزادة والعلم والتعلم من مصادر موثوقة لتزداد علمًا وتنفع من يتعلم على يديك… ومتى ماضعفت وتراجعت واعتمدت على حصيلتك المعرفية فقط فستبقى مكانك وسوف يتجاوزك الآخرون من هواة العلم ومحبي الاطلاع وهذا الأمر حتمًا سيجعلك تفقد الكثير من هيبتك كمعلم ويجعل الثقة فيك تهتز.

نلاحظ جميعًا الضعف في مخرجات التعليم على مدى سنوات وكيف تسبب هذا الضعف في كوارث علمية نعم كوارث وأعني ما أقول وأكتب لأن العديد من حملة الشهادات والكفاءات الإدارية والقيادية لا يجيدون الكتابة الصحيحة ولا يستطيعون عمل الصياغات السليمة ومنهم من لا يجرؤ أساسًا على الوقوف أمام الملأ أو الكاميرات للتحدث بطلاقة كما تجد البعض الآخر يتخذ من مستشاره الخاص أو أحد العاملين تحت إدارته كاتبًا له أو ناطقًا بلسانه خلف الكواليس أو ظاهرًا للعيان والشواهد والأدلة موجودة… ألم يكن هذا الشخص يومًا على مقاعد الدراسة؟ وهل يتحمل لوحده أسباب فشله هو ومن على شاكلته؟

عزيزي المعلم وعزيرتي المعلمة إن عبارة ” قُم للمعلم وفّه التبجيلا” تحتاج منك العمل لله ثم الإخلاص في الأداء ليتحقق لك التبجيل وتحصل على الثقة بعيدًا عن المتربصين والمنتقصين.

 

 

مقالات ذات صلة

إغلاق