” \u0627\u062e\u062a\u0635\u0631\u0648\u0627 \u0627\u0644\u0643\u062a\u0628 \u0641\u0643\u0633\u0628\u0648\u0627 \u0627\u0644\u0623\u0645\u0648\u0627\u0644 “

الوطن الآن – طلال عبدالمحسن النزهة – المدينة المنورة

كيف يمكن لرجل مسؤول عن العديد من امور الحياة في وقتنا السريع بكثرة اعبائه أن تُصدر له مؤلفات بأجزاء عديدة خلال عام ، ومعها مؤلفات أخرى في نفس العام ، بعكس الأوائل الذين امتلكوا الوقت كله بقليل من المسؤليات واضناهم التعب لسنوات في إصدار المؤلفات ، تعالوا معي لتعرفوا الحقيقة بين التأليف الذي يضني صاحبه لمدة عام بين مؤلف أو إثنين وبين من يجمع ويختصر من أمهات الكتب ويظهر ببطولة المؤلف ويتجاهل الذين عملوا معه من مجموعة جنسيات أختصروا تلك المجلدات وهو بدور المتفرج لتحمل تلك المجلدات إسمه مقابل ملاليم من رواتب شهرية أو مقطوعة يحصل عليها العاملون معه .

احد الأصدقاء كان واحدا من الضحايا الذين تم إستخدامهم في خدمة أصحاب المكاسب المالية الذين لم يجتهدوا ولم يخسروا ماديا ولكن كان نصيبهم المكاسب لأننا أناس طيبون كنا نصدّق ونثق بالآخرين بموجب مظهر اللبس والكلمة حتى ظهرت معاريف الحقيقة.

يقول الصديق ، كنت مع مجموعة من الأخوة تم توظيفها لدى احد الراغبين إختصار بعض مجلدات أمهات الكتب ، واسترسل قائلا ، كنا نقبع بين الكتب لعلماء حقيقيين مضوا وقد امتن الله عليهم بتأليف مجلدات عديدة خلال سنوات وليس في عام أو عامين أو ثلاثة .

تغطي رؤوسنا تلك المجلدات ويتم توزيعها علينا من أجل الإختصار من ستة مؤلفات أو أكثر لتصبح ثلاثة مؤلفات ، ويتم عرضها على صاحب الشأن لنحصل على الموافقة الفورية من أجل طبعها بعد مراجعتنا لها نحوا وإملاء فتكتمل تلك المجلدات المختصرة لتدخل عملية الطبع في طور آخر من أجل الحصول على قيمة الطبع دون صرف مليم على تكاليف الطبع .

يرسل صاحب مختصر هذه المؤلفات طلبا لرجال الأعمال وفاعلي الخير والراغبين في نشر العلم بمصداقية وصفاء ، ويحدد لهم الطلب أنه يرغب بطباعة الكمية لآلاف من الطبعات ، ويحدد قيمة الطبع لكل تلك المؤلفات وعددها والقيمة الإجمالية التي تطلبها المطبعة حتى يكتمل الإخراج.

وسريعا يتم تجاوب أهل الخير والصفاء ، وتخرج تلك الصفحات والمجلدات من المطبعة بثوبها القشيب الأريب بعد أن دفع أهل خير قيمة الطبع ، ويتم قبول المكاتبات لتوزيع وبيع هذه المجلدات بأضعاف قيمة الطبع لكل مجلد ، وتعود الأموال لمن كتب عليها إسمه مؤلِفا ، فيحصل على الشهرة والمال دون الصرف من جيبه شيئا، حقا إنها تجارة في إعادة إختصار أمهات الكتب بواسطة الآخرين بين الكسب ورفع الشأن .

إنها حالات يعرفها بعض أصحاب التأليف الذين يضنون حياتهم بين عام ونيف لتأليف كتاب أو إثنين وقد اخذهم تعب التأليف والتعديل والمراجعة والتمحيص حتى أصبح الكتاب بالأسواق، فيقرر أن يحصل على راحة ليبدأ من جديد في تعب التأليف بعيدا عن تجارة توظيف نخبة من العارفين كيف يتم إختصار المجلدات في فترة قصيرة من الزمن الطويل للتأليف.

طلال عبدالمحسن النزهة