المحليات

✨?|| نافذة إرشادية (٢)

?: نور عباس

الفضيلة الضائعة!

لنعلم أن الجمال يكمن في البساطة والحقيقة التي نلمسها من عملٍ ما!
أما الزاوية التي نختارها بعناية لتبرز انجازٍ ما! لن تكون إلا زاوية منحرفة ومشوهة لما نعمل بحب
وعطاء!
فالميدان يزخر بالعديد من البهرجات التي كادت أن تضيع الهدف الأساسي من تواجدنا فيه!
فلنعلم جميعا أننا ننطلق من رسالة عظيمة ورؤية أعظم لبناء جيل عظيم؛ يبني ويُشَيِّد ويُشِيد بما تلقاه من خدمات جعلت منه يتبنى مبدأ السمو في السعي والطلب.
نحن بصدد جيل بحاجة لغرس هذه الفضيلة الضائعة التي بدأت تتلاشى بين خضم الفلاشات!
والتي وصلت للتفاخر بإنجازاتٍ مصطنعة ومزيفة!
ولحظات مكذوبة وفرحة مستعارة، فقط ليشار إليها بالبنان أنها كانت وأصبحت!
وهي تعاني من الخواء الداخلي والفراغ الذي يجعلها تهرع لملئه بالتزييف والكذب!
والحجة الواهية (كل الناس هكذا)!
لا بد أن نراقب أنفسنا فنحن مسؤولون عن جيل بأكمله
ولا بد من وقفة جادة تصحح مسارنا داخل المؤسسات التربوية وخارجها!
فلا يكن همنا الوحيد التقاط صورة!
ولا إثبات إنجاز!
فإنجازات الورق تتبخر على ميدان العمل ويظل فعلك أكبر دليل على ما تقدمه من عطاء!
يظل إصابتك للهدف بأقل مجهود وبإبداع في الفكر والأسلوب أحد الأشياء التي فقدت؛ لقد عمدنا للتكلف وأحسنا المظاهر ونسينا أن سر الجمال في البساطة والجوهر!
نسينا أن التكلف يثقل ولا يثمر!
نسينا أننا قدوة ونرسم أجمل مسارات أبناءنا بقولنا وفعلنا!
وعندما ننحرف عن الطريق يكون لانحرافنا ثمن!
وأي ثمن؟
لا نريد لأبناءنا أن يكونو أبخس شيء في انجازاتنا فصناعة الإنسان القويم المنطلق بإيجابية هي مشروع حياة متكامل فما بالنا نتقاعس!
نريد جيلا يطلب العلم من المهد إلى اللحد ليرفع عن نفسه ومن حوله ظلام الجهل؛ ولأنه طريقا للجنة!
وليس إلا ليحظى على تخصص يكسبه وظيفة مرموقة!
أهدافنا لا بد أن تكون أبعد بكثير من مكسبٍ مؤقت، وحاجةٍ زائلة.

وأخيرا:
لست ضد مبدأ نقل الحقائق التي تجمل الصور ولكني ضد مبدأ العمل لأجل التصوير فقط!
ضد مبدأ أن ينشأ جيلا خاويا من الداخل مثقلا من الخارج!
لابد أن تكون منطلقاتنا من أهدافنا لا من عدسة الكاميرا.
فنحن بحاجة إلى صور تنقل لنا الحقيقة لا صور تصنع من الواقع واقعا آخر لا يمت للحقيقة بصلة!
وعندما يكون الهدف المنشود بناء جيل لا التصوير ستختلف المدخلات والمخرجات حتما!

مقالات ذات صلة

إغلاق