المحليات

ثالوث يقتل إبداع الشباب بمحافظات جازان الجبلية ..

فراغ عازل والغياب رسمي

الوطن الان – جازان

انقضت الإجازة الصيفية التي تزيد على ٤ أشهر، عانى فيها أبناء وبنات المحافظات الجبلية شرق منطقة جازان، من فراغهم القاتل في محافظات تفتقد المتطلبات العصرية، فلا ملاعب رياضية مهيّأة، ولا مراكز ثقافية أو اجتماعية، ولا أنشطة وفعاليات ومهرجانات، ولا أمسيات أو مسرحيات أو مسابقات، وكذلك لا ملاهي أو متنزهات، وفوق هذا وذاك، هم مقطوعون عن العالم لسوء الاتصال وشبكات الإنترنت.

ويلعب الفاصل الزمني الطويل في أوقات فراغ الشباب والفتيات، سواء مَن يسكنون في تلك المحافظات بشكل دائم، أو مَن يعودون إليها في الإجازات والمناسبات، دوراً سلبيًاً كبيراً، فطموحهم تبخر، والحال يُرثى لها.

وفشلت شركات الاتصالات، في توفير شبكات اتصالات وإنترنت، تغنيهم عن واقعهم المر، فزادت معاناتهم، وجعلتهم في عزلة عن العالم.

ويتساءل الشباب والفتيات في تلك المحافظات الجبلية، عن دور الجهات الحكومية، والأدوار المنوطة بهم، فطموحهم هو تطوير ملاعبهم الحالية الصغيرة والبدائية غير الآمنة، وإنشاء متنفس لهم، مبينين أن هذا يعد من ضمن إطار العناية بالأطفال والشباب الذين هم جيل المستقبل، وأساس المجتمع، والعناية بهم مظهر من المظاهر الحضارية، وتحقيقًا لرؤية الوطن 2030.

بعض طلاب الجامعات والموظفين، وغيرهم ممن هم خارج تلك المحافظات معظم أوقات العام، ولا يتسنى لهم زيارتها إلا أيام الإجازات، يعرفون حجم المعاناة التي يعانيها مَن يقيمون بشكل دائم في تلك المحافظات، فهم المتجرعون الحقيقيون للمعاناة.

وتعد المراكز الثقافية والأدبية، من أهم الطرق لقتل الفراغ لدى الشباب، ومن أكثرها فائدة، وذلك بإقامة برامج وأمسيات عدة، حيث يحتاج إلى مثل هذه البرامج كثير من شباب وشابات المحافظات، إلا أنها لم تفعل بالشكل المطلوب.

ويبحث عديد من الشباب، ممن يمتلكون إمكانية مادية كوسائل نقل، عن البدائل بالذهاب إلى مدينة جازان، مع أنها هي الأخيرة لا تصل للطموح، ولكن من باب التغيير.

ويستثمر البعض وقت فرغه بالعمل التطوعي، إلا أن عدم وجود مظلة رسمية يعملون تحت إدارتها، يعد من أهم العوائق من ناحيتي التنظيم والإتقان.

ويحمل شباب وشابّات المحافظات الجبلية بمنطقة جازان طموحات ومواهب قد لا يوجد لها مثيل لدى باقي أقرانهم، ولكن لعدم وجود جهة تولي اهتمامها بهم، يلجأ البعض إلى قتل الفراغ بلعب الورق أو مشاهدة التلفزيون أو التدخين والشيشة، والتجول في الشوارع بالسيارات، والمكوث أمام الألعاب الإلكترونية، والتجمعات غير المفيدة، فيقضون على أوقات الفراغ، حتى ولو كان تدميراً للذات.

ومنذ إنشاء هيئة الترفيه، لم يستفد أهالي المحافظات الجبلية من أي برامج أو فعاليات تابعة للهيئة، رغم تعطشهم الكبير لأنشطة الهيئة، إلا أن أملهم لم ينقطع بأن الهيئة ستجعل محافظاتهم على خريطتها.

ولأن التعليم هو من أهم الجهات الحكومية المسؤولة عن تنمية مهارات الطلاب والطالبات، وإقامة البرامج والدورات خلال فترة الإجازة، تواصلت “سبق”، مع مدير العلاقات العامة والإعلام بتعليم صبيا إبراهيم الحازمي؛ بتاريخ 30 يوليو الماضي، لسؤاله عن جهود إدارة تعليم صبيا والمكاتب التابعة لهم في إقامة معارض وبرامج ودورات تدريبية، تعود بالنفع على الطلاب والطالبات، خلال فترة الإجازة، ووعد بالرد، إلا أن “سبق” لم تتلقَ أيّ رد، رغم تذكيره طوال الفترة السابقة.

مقالات ذات صلة

إغلاق