التدريب والمدربينتعليم
الماستر كوتش غيدا السبيعي: ثقافة “الكوتشنج” تتمركز حول الحل والمستقبل ورفع الوعي الإنساني وتساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030
الرياض – مها الفهد
تعدّ التنمية البشرية أحد أهمّ أوليات خطط التنمية في أيّ دولة، ويتصدّر التدريب تلك الخطط في المملكة العربية السعودية، لإدراكها ضرورة تطوير المهارات واستثمار القدرات الإنسانية في كافة مجالات الحياة، وبما يحتاجه سوق العمل، في التخصصات الأكاديمية والعلمية والتطوير الوظيفي المستمر.
إن عملية التطوير تبدأ من اللبنة الأولى بإدراك الفرد لنفسه واكتشاف نقاط القوة والضعف والقدرات الكامنة داخله، من هنا جاءت فكرة التمكين الشخصي الذي يُعنى بالتدريب على مهارات الحياة، ويطلق عليه (Coaching).
وحيث بدأت ثقافة الكوتشنج (التدريب على الحياة) تظهر على الساحة التدريبية كنوع من التدريب، يهدف إلى الوصول بالمستفيدين من أفراد المجتمع إلى أهدافهم، وتقدير ذواتهم، وإكسابهم مهارة اتخاذ القرارات، وغيرها من المهارات الشخصية، مما يتيح الاستفادة من المعطيات المتاحة وفق عقيدة راسخة وأخلاقيات وقيم وتربية وتعليم ومواطنة.
وتعتبر ثقافة الكوتشنج من أهم أدوات تحقيق الرؤية الوطنية الطموحة 2030 الذي سيختصر سنوات من العمل والتجارب ، ويوفّر الجهود المبذولة على كافة المستويات من الفرد إلى المجموعة ، ومن الموظفين وحتى المسؤولين
ويسرنا أن نلتقي بالماستر كوتش غيدا السبيعي المختصة في ثقافة الكوتشنج والتدريب فيها
س1/ أهلا وسهلا بك أستاذة غيدا وفي البداية نود أن تعرفينا بنفسك؟
ج1/ غيدا السبيعي مدربة وكوتش ممارس، وماجستير في المسؤولية المجتمعية.
مدربة ومهتمة بنشر ثقافة المسؤولية المجتمعية والتمكين الشخصي ومدربة للفرق التطوعية في صناعة المبادرات.
س2/ نريد من خلال صحيفتنا أن تُعرفينا على الكوتشنج؟
ج2/ الكوتشنج هو عملية مساعدة من خلال جلسة أو جلسات حوارية تشاركية تهدف الى اكتشاف وتحديد وتخطيط والتزام بما يحقق اهداف المستفيد ويكون ذلك عن طريق التيسير والتحفيز واثارة التفكير باستخدام اسئلة خلاقة والعديد من الادوات الاخرى لاستثمار كل الطاقات والامكانيات للمستفيد ، وسوف تساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 .
س3/ منذ متى وأنت تعملين في اختصاص الكوتشنج، وما السبب في اختيارك له؟
ج3/ أكثر من خمس سنوات بحث وتدريب وممارسة ومن ثم مسؤولة اول برنامج للكوتشنج بجامعة الملك سعود، ومهتمة الان بنشر ثقافة الكوتشنج من خلال الكتابة واللقاءات في الاعلام، او اقامة المحاضرات والملتقيات، وتقديم الجلسات التطوعية للمجتمع.
السبب: ايماني الكبير بمنهجية الكوتشنج التي تتمركز حول الحل والمستقبل ورفع الوعي الانساني، كما تلمست بنفسي الاثر الايجابي على المتدربات الكريمات وقبلهن علي شخصيا والاتزان الحياتي الذي أكرمنا الله به من خلال التفات الانسان الى نفسه وتحقيقا لقول الله تعالى﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾
.
س4/ قبل اختيارك لهذا المجال، هل نصحك أحد به، أو تأثرت بشخص معين؟
ج4/ لم أكن اقتنع بجدوى ان الحل لدى استشاريين او خبراء او علماء، ولم أكن ممن يقبل النصح او استسلم للتأثير بأشخاص او منظرين، مما جعلني ابحث عن الجديد المجدي فكان الكوتشنج وهو التدريب والتمكين الشخصي، الذي فتح لي افاقا اعلى للوعي والاتزان وتحقيق الاهداف والقدرة في المحافظة عليها.
س5/ برأيك هل الكوتشنج يقوم بدوره على أكمل وجه في الزمن الحاضر؟
ج5/ الكوتشنح عملية انسانية سلسة ويتم العمل على تنظيمها وقيامها كـ علم يُدرب عليه وبمنهجية نخطو عليها، وكل ما يحتاجه، هو الدعم بنشر اهميته ووصوله الى الكثيرين الذين لا يعرفون هذا العالم الجميل الخلاّق الذي يعمل على رفع الوعي الشخصي وبالتالي الحصول على التحرر من كل المعيقات والاتزان في كافة مستويات الحياة.
س6/ ما هي الصفة التي يُفضّل أن يتحلى بها مدرب الكوتشنج؟
ج6/ مدرب الكوتش يختلف تماما عن أي مدرب آخر، فلا بد ان يكون أساسا كوتش ممارس وخبير قبل ان يكون مدرب، وان يتحلى بصفات الكوتش الذي يُدرب عليه، من أخلاقيات وسلوكيات، وان يكون قد قدم ساعات ممارسة تكفي كخبرة معتبره لإحداث التغيير المطلوب، فـمهمة تدريب الكوتشنج هي السد الواعي، للفجوة الموجودة بين التنظير والتطبيق.
س7/ إذا سمحت لك الفرصة كمدربة كوتشينج بإلقاء محاضرة للشباب، هل هناك هدف معين سوف تركزين عليه في محاضرتك لهم، وما هو السبب في ذلك؟
ج7/ سبق وقدمت الكثير من المحاضرات الخاصة بنشر ثقافة الكوتشنج والتعريف به، واهم نقطة اكررها هو ان الكوتشنج عملية أخلاقية وخلاّقة، هدفها الاول مساعدة الناس على مساعدة أنفسهم، تحترم الذات والفكر والروح، والسبب هو وجود كثير من ممارسي الكوتش الغير مؤهلين حقا مما يعرض الكثير من المستفيدين للاستغلال.
س8/ كلمة أخيرة؟
ج8/ التدريب والتمكين الشخصي (الكوتشنج) مهنة المستقبل ومنهجية التغيير اعتقد وبقوة، انها من اهم ادوات رؤية 2030 كما ذكرت في مقال سابق لي في مجلة القيادة، وهي منهجية يحتاجها كل انسان من مقامه ودوره في الحياة والاسرة والعمل، وقد قدمنا من خلال فريقنا التطوعي للكوتشنج عدد من الجلسات المجانية لكل سيدة رغبت بذلك وما زلنا في البداية.
الشكر وكل الامتنان لهذه المساحة المبهجة واهتمامكم بالكوتنشج والذي يدل على سعة فكر واطلاع اهنئكم عليها وكل الامنيات بالتقدم المستمر.