فن وثقافة

مسرحية البرزخيون

تأليف: عبدالرحمن عسيري
إخراج:متعب ال ثواب
النوع : مسرحية شعرية

نقد وقراءة فنية :

كانت بداية المسرحية برقصة إيقاعية موسيقية كافتتاحية وفكرة رمزية بالتابوت القابع في المنتصف لشد انتباه المتلقي وبالتابوت هل يقصد موت الشعر ثم احيائه بتداوله بين الناس ام ان افكار الشعراء خطيرة لاتقال إلا في عالم بين الحياة والموت !؟
ورمزية المسرحية يفسرها كل مشاهد بفهمه لإنها تتسع للاحتمالات الجمالية والفكرية .

امتلأت المسرحية بشعرائنا كمحمود درويش في قصيدته بعنوان انا احمد العربي كتعزيز للحوار وتنشيط الذاكرة بدواوين العرب كالمتنبي والخليل أحمد ونزار قباني ونازك الملائكة

أُعجبت بفكرة تأرجحنا في ترديد الشعر هل لإننا نفهمه أم نردده فقط ترديد أجوف دون فهم .
والتنقل مابين الشعر القديم والحديث لفتة مميزة وتوضيح لموقف البعض من الشعراء من تشويه لهم او إعجاب بهم أحيانا، بعدها انتقلت المسرحية لمعالجة قضايا المجتمع بالشعر الكوميدي وهذا هو ترف الفن في حل قضايانا الحالية .
حين يوظف الشعر لفهم الواقع يكون الشعر حيوي وقابل لدخوله في حياتنا اليومية وتعزيز الهوية ،
تحررَ الشعر من جموده في مجلدات عتيقة في مكتبات آبائنا ، ليُمثل وينتعش ويصل لحياتنا الحاضرة
وتجديد اللغة بالحوار الشعري وتمني أمنية الحوار مع شعرائنا العرب لحل قضايانا العربية التي لم تحل إلى الان .
في المسرح احسسنا اننا جلسنا مع شعراء العرب على طاولة حوار وفككنا نواياهم من الشعر وقضاياهم وأفكارهم ثم أضفنا عليها ارائنا وهمومنا العربية
هل لأننا نعيش حالة حنين للماضي والنوستالجيا فقط لنتلذذ بها أم أن الشعر القديم ضرورة لإحياء الشعر الحديث ، وترابط قصته وقضيته!!

الجماليات في المسرحية:
تواجد الموسيقى والإضاءة التصويرية ضرورة لربط الأحداث والتأثر وخلق إيقاع ناعم لسير المسرحية بسلاسة .
والشعر المغنى وظف بطريقة ناعمة لاستخدام الشعر بأكثر من مغزى وتأويل ،ولتمرير أفكار لاتقال نثرًا لثقلها على المشاهد وقد تمر شعرًا لخفة الكلمات في الشعر وجمالها المقفى.
مرّرت المسرحية الشعر غناءً وايقاعاً وموسيقى بأسلوب لطيف ودرامي لقبول الشعر في وجداننا العربي وذاكرتنا الجمعية.
تناوب الممثلين بالشعر وخلقوا له جسد يتحرك من خلالهم وكأنهم احيوا الكلمات بأجسادهم وهذا أهمية المسرحيات الشعرية .
بقلم : انتصار عسيري

 

 

مقالات ذات صلة

إغلاق