المجتمعالمحلياتتطوعتغطية خاصةخدمة مجتمع
أخر الأخبار

الفرق الإعلامية التطوعية بين مطرقة عدم التنظيم وسندان الفوضوية

إعداد : عبدالله الأمير 

منذ إعلان رؤية المملكة، شكّل العمل التطوعي نقطة محورية في مسارات مستهدفاتها، نظرًا لما تمثله مخرجاته من قيمة إنسانية وأخلاقية مضافة في العمل الاجتماعي التنموي.

ويعتبر البعد الإعلامي عاملاً مهماً بالعمل التطوعي لما للمنظومة الإعلامية من تأثير على الدوافع والأسباب التي يحملها الأفراد ولاشك أن الموروث الثقافي يحتوي على العديد من القيم الاجتماعية والثقافية الإيجابية كالتعاون والتكافل والزكاة والبر والإحسان وغيرها من القيم التي تحفز الشخص على التفاني من أجل خدمة الغير .

ولعل دور الفرق الإعلامية التطوعية من الأهمية بمكان لإبراز العمل بالمجتمع على كافة الأصعدة  حيث إن العمل الإعلامي التطوعي يعكس وعي الإعلامي المتطوع وإدراكه لدوره في المجتمع وانتماؤه له.

وفي استطلاع للرأي حول دور الفرق الإعلامية التطوعية وحجم تفاعلها مع القضايا التي تهم المجتمع وتغطيتها للفعاليات والأعمال التطوعية استعرضنا آراء مستشارين و صحفيين ومهتمين بالإعلام للتعليق على دور هذه الفرق الإعلامية التطوعية .

في البداية تحدث مدير هيئة الصحفيين السعوديين بعسير الأستاذ مرعي بن ناصر عسيري قائلًا : وجود مسميات لفرق إعلامية هو حماس أفراد من الجنسين ولكن لا بد من تنظيمها للعمل تحت مظلة رسمية وحتى ويكون عملًا مؤسسيًا سليمًا ومنظمًا من حيث التقدم إلى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بطلب ترخيص لمؤسسة إعلامية أفضل وأضمن وتخضع للحوكمة وقد شاهدت مجموعات تنظم حفلات ومهرجانات وهذا جيّد من ناحية أن تكون مرخصة في هذا المجال و لكن ليست إعلامية لأن الإعلامية فتعمل في مجال إعلامي محض بتنظيم و ترخيص رسمي واحترافية تامة .

واعترف رئيس جمعية الإعلام السياحي الأستاذ خالد آل دغيم بوجود أزمة إعلام في القطاع الثالث ( التطوع والخيري ) حيث يعاني من ضعف الإعلام ولا يوجد حتى الآن ما يسمى إعلام تطوعي نموذجي حيث أن الموجود مجرد اجتهادات شخصية تعمل مولودة خارج الرحم وليس لها أثر قوي فعّآل بشكل مستدام ، والحل هو إيجاد فرق إعلامية تطوعية تعمل تحت مظلة وزارة الموارد البشرية لتساهم في إبراز العمل التطوعي وتشجع على انتشاره ودعمه.

 

فيما أضاف المستشار الإعلامي لجمعية البر بجدة الأستاذ عبدالقادر رضوان قائلًا : للعمل الإعلامي التطوعي دور حيوي في استنهاض الهمم والتوعية بأهمية العمل التطوعي، حيث سلط الضوء على الجهود التطوعية في المجال الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، فعمل على إبرازها في جميع المنصات المتاحة.. لزيادة جرعات التوعية بالعمل الاجتماعي التطوعي.

وهذا يؤكد أن العمل التطوعي قد حقق العديد من المكتسبات ذات الأثر المستدام، في ظل المتابعة والتحفيز والتوعية واستنهاض الهمم.

ويبقى القول أن الارتقاء بهذه الجهود الإعلامية وتنظيمها المستمر والالتزام باللوائح الرسمية الخاصة بالعمل التطوعي، يشكل حاضنة إيجابية للعمل الاجتماعي، بعيدا عن الارتجالية وهو ما يساهم في تعزيز الجهود الرسمية التي تصب في بوتقة التنمية الشاملة .

من جانبه تحدث نائب رئيس فريق صوت من عسير الأستاذ سلطان آل مسلط قائلًا :  الفرق الإعلامية التطوعية لها دور هام في المنطقة لنشر ثقافة التطوع في المجتمع وحب هذا العمل الذي أصبح أمرًا هامًا عند الكثير في المجتمع ويعد هذا أحد التوجهات الدولة أيدها الله ، وأنا أرى أنه نجح في دعم الإعلام في منطقة عسير وهذا يعتبر أمرًا إيجابيًا لنشر هذه الثقافة في المجتمع ويبين أعمال المتطوعين ودورهم الكبير .

وعلّق الأستاذ عيسى آل هادي مساعد مدير إدارة الإعلام والاتصال بتعليم رجال ألمع قائلًا : يبقى العمل التطوعي المنظم  من ضمن أهداف رؤية هذا الوطن 2030 ؛ حيث البغية والغاية هو الوصول إلى مليون متطوع يعملون كأساس في بناء المجتمع السعودي ،  ولكن ما نلاحظه هو انتشار بعض المجموعات التي تُشكّل نفسها بمجرد تجمع وتجميع عدد من الأشخاص و وضع مسمى لها في أحد مواقع التواصل و في أي مجال على أنهم فريق عمل تطوعي ؛ فهذا شيء خاطئ وسلبي  ، ودلالة على عدم فهم منظومة العمل التطوعي التي لابد أن تقوم على أُسس ، ومظلة عمل مصرحة يعمل تحتها ؛ وترتيب منظم داخل هذا الفريق ليتسنى تسميته فريق عمل تطوعي يساعد في تحقيق الأهداف المرجوة منه سواء على مستوى المجتمع أو الوطن .

فيما ذكر المتخصص في الإعلام والصحافة السعودية الأستاذ سعيد المحيا أن للفرق الإعلامية التطوعية دورٌ إيجابيٌ كبيرٌ من حيث خدمة المجتمع وإبراز العمل التطوعي ولكن من سلبياته هو افتقاده للتنظيم حيث ألاحظ أن بعض الأعضاء في بعض الفرق الإعلامية لا علاقة له بالإعلام ويقحم نفسه ليحقق شهرة وبالتالي الحصول على لقب إعلامي يتباهى به في وسائل التواصل الاجتماعي ويقدم نفسه أنه متخصص في الإعلام ويبدأ ينظّر وقد يذكر معلومة غير صحيحة لافتقاده القدرة المعرفية والخبرات المكتسبة في العمل الصحفي .

وعن دور الفرق الإعلامية التطوعية تحدث الأستاذ محمد آل غواء عضو هيئة الصحفيين قائلًا: ساعدت هذه الفرق على الانتشار الإعلامي ولكن بأسلوب سلبي فوضوي حيث أصبح الكثير منهم يصف نفسه أنه إعلامي على الرغم أن له باعٌ طويل في مجال التطوع ولكنه ليس متخصصًا في الإعلام ولا يحمل مؤهلاً ولا ترخيصاً من هيئة الإعلام المرئي والمسموع ويفتقد لأدنى مقومات العمل الصحفي كصياغة خبر مثلًا .

وحكت الأستاذة فوزية الشهري عن تجربتها الشخصية التي استغرقت عامين في عدة فرق تطوعية إعلامية متنوعة مارست من خلالها التصوير وتحرير الخبر و إجراء مقابلات وصناعة المحتوى أستطيع القول أنها تجربة جميلة من حيث العمل الجماعي كفريق له حضور قوي في الفعاليات ولكن تفتقد للدعم وهذا سبب نقص في توفير الأدوات الاحترافية التي تساعد في العمل الإعلامي مثل الكاميرات الاحترافية في التصوير والمايكات وهذا يؤدي إلى إنتاج عمل من تصوير وإعداد أخبار ونشرها بجودة متدنية بسبب أنها نفذت بجهود ذاتية كاستخدام كاميرا الهاتف النقال ، ومن الصعوبات التي تواجه العضو في هذه الفرق هو الالتزام حيث أن الكثير يستمر في الفريق لفترة معينة ثم ينسحب بسبب عدم وجود الدعم المادي الذي يفي بمتطلبات العمل وكذلك نواجه أحيانًا بعض التهميش وعدم التقدير عند الحضور للتغطيات من قبل الجهات المنظمة للفعاليات مثل توفير مكان مهيئ لحضور الإعلامي وتساعده على نقل صورة جميلة للحدث إلى الجمهور المتابع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبسبب عدم التقدير والاهتمام يصاب الإعلامي بالإحباط رغم تضحياته بوقته وجهده .

وختمت الصحفية بصحيفة غرب الإخبارية وممثل نادي الإعلام الاجتماعي بمنطقة عسير الأستاذة نور آل قيس الحديث عن دور الفرق الإعلامية التطوعية بمجتمع عسير من الأهمية بمكان لإبراز العمل بالمجتمع على كافة الأصعدة و بلا شك أن نجاح الفرق الإعلامية بمجتمع عسير قد لا يعتمد حصراً على التزامهم بالأدوار والمسؤوليات ولكنه بالتأكيد يعتمد على خوضهم للتجربة وتعلّمهم منها، وإعادة المحاولة والعمل من جديد خاصة وأن أغلب القائمين على هذا الجهد هم متطوعون وغير متخصصين في مجال الإعلام والصحافة، وقد يتعرضون للكثير من التوترات والمضايقات خلال عملهم من أشخاص لا يعون دورهم  المهم ودعت كافة المجتمع إلى دعمهم وتشجيعهم والإشادة بدورهم الكبير والمهم في المجال التطوعي الإعلامي .

مقالات ذات صلة

إغلاق