الاقتصاد
القمة العالمية لمجتمع المعلومات تدعو دول المنطقة للتعاون في مجال تقنية المعلومات والاتصالات وإرساء معايير مشتركة للأمن السيبراني
نجاة الغامدي _ الرياض
ضمت قائمة المتحدثين في الندوة خبراء من الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول والمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات والفريق الوطني للاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي في دولة الإمارات وشركة “موبايلي” وشركة الاتصالات السعودية (stc)
في إطار فعاليات القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي نظمت مؤخراً ضمن جدول أعمال قمة مجلس سامينا لقادة قطاع الاتصالات 2023 في دبي، عقدت ندوة برعاية هواوي تحت شعار “تعزيز الثقة الرقمية لبناء عالم مستدام وذكي مترابط”، ناقشت تحديات وفرص التحول الرقمي في دول المنطقة وآفاق تفعيل مزيد من أطر التعاون والعمل المشترك للاستفادة من التقنيات الحديثة بدفع عجلة تطور مختلف القطاعات والصناعات والخدمات المقدمة للأفراد. خلصت نقاشات الندوة إلى أن التحول الرقمي لن يحقق الفوائد الاجتماعية والاقتصادية المرجوة منه إلا إذا تشاركت الأطراف المعنية المسؤوليات وفق الأدوار المحددة لها. ودعا قادة كل من المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات (آيكتو)، والجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (جي اس ام ايه) والاتحاد الدولي للاتصالات (آي تي يو)، ومسؤولون من حكومة دولة الإمارات، والفريق الوطني للاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي في دولة الإمارات وشركة “موبايلي” وشركة الاتصالات السعودية (stc) وشركة هواوي للعمل الجاد على استكشاف مزيد من فرص التعاون بين الأطراف الفاعلة من الجهات الحكومية الحكومات وصنّاع السياسات والمؤسسات والجمعيات والهيئات الإقليمية والدولية والأوساط الأكاديمية والشركات ومنظمات المجتمع المدني المعنية بمستقبل قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات للعب الأدوار المنوطة بهم في دعم تطوير القطاع للاستفادة القصوى منه في توفير مزيد من الخدمات الميسرة لمؤسساتهم وشعوبهم. وفي كلمته التي ألقاها خلال حفل افتتاح قمة مجلس سامينا لقادة قطاع الاتصالات 2023، دعا معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، عضو مجلس الوزراء وزير التسامح والتعايش، كافة الأطراف المعنية في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات إلى تحمل مسؤولياتهم لمواكبة تطور القطاع. ونوّه معاليه إلى أن دولة الإمارات تتطلع لبناء عالم رقمي مستدام وآمن يلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية، وأبدى التزام الدولة بأفضل المعايير الدولية لهذا القطاع واستعدادها المستمر لتعزيز المشاركة لصالح المجتمعات ودعمها في جميع أنحاء العالم”. من جهته، أوضح عادل محمد درويش، مدير المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات للدول العربية: في كلمة ألقاها في مستهل الندوة “لطالما كانت الثقة في استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات الجديدة أمراً بالغ الأهمية ومسعى مشتركاً يشمل العديد من الأطراف المعنية، ولا يمكن لأي مؤسسة بطبيعة الحال أن تتصدى للتحديات السيبرانية بمفردها. وإنما يستوجب ذلك تبني استراتيجيات وطنية للأمن السيبراني للاستعداد والاستجابة للحوادث، ووضع معايير أمان دولية”. وضمت قائمة المتحدثين في الندوة كلاً من جواد جلال عباسي، رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول والدكتور السيد عزوز، الخبير في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات؛ والمهندس محمد بن عمر، المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات ؛ وعادل المهيري، مدير الفريق الوطني للاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي في دولة الإمارات؛ والمهندس علاء مالكي، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة “موبايلي”؛ والمهندس هيثم محمد الفرج، الرئيس التنفيذي لوحدة التقنية في شركة الاتصالات السعودية (stc). وسلط جواد جلال عباسي الضوء على المشكلة الرئيسية في القطاع قائلاً: “يبقى التحدي الأبرز هو فجوة استخدام التقنية، حيث لا يزال 400 مليون شخص حول العالم غير متصلين على نحو كافٍ بشبكة الهاتف المحمول، عدا عن وجود أكثر من 3.2 مليار شخص قادرين على الاتصال بالشبكة ولكنهم لا يستخدمون الإنترنت. ولكم أن تتخيلوا حجم الفوائد الاقتصادية والاجتماعية لتمكين 4.2 مليار شخص من استخدام التقنيات الرقمية، والتي تعد القوة الدافعة الأكبر لمعالجة هذه المشكلة”. وقال المهندس محمد بن عمر: “يحتاج تطوير تقنية المعلومات والاتصالات إلى سياسات جيدة، وخاصة في البلدان الأقل تقدماً”. كما علق الدكتور السيد عزوز بقوله: “تطوير تقنية المعلومات والاتصالات وبناء الثقة الرقمية يستوجب التدخل الرسمي لتعزيز التعاون والاستثمار والتوعية بالإضافة إلى تبني المعايير المشتركة للأمن السيبراني، مما يمنح هذه المنظومة خط أساس واضحاً يمكن الاستناد إليه”. وعرّف المهندس عادل راشد المهيري، مدير الفريق الوطني للاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي في دولة الإمارات (هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية) ، الثقة الرقمية قائلاً: “الأمر أشبه بعملة نقدية من وجهين، الوجه الأول هو المستخدمون، والثاني هو الحكومة ومزودو الخدمات الرقمية وشركات الاتصالات والبائعون. وعلى جميع هؤلاء أن يتحملوا مسؤولياتهم مع اتباع ممارسات الحوكمة الرشيدة، وتنفيذ السياسات والإجراءات المناسبة، واستخدام التكنولوجيا بشكل جيد”. وتطرقت نورا كاو، نائب رئيس دائرة الشؤون الحكومية العالمية في هواوي في كلمتها لأهمية اتباع نهج خاص للتغلب على التحديات التي تواجه الحكومات والأطراف المعنية في القطاع الخاص، واقترحت لهذا النهج مسمى “الدعم AIDE” كونه يغطي الجوانب الأربعة الخاصة بتحديات وفرص قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات المتمثلة بالوصول (Access) والابتكار (Innovation) والتطوير(Development) والبيئة (Environment) لتعزيز الشمول الرقمي وتطوير المهارات وخلق نمو مستدام. ويعتبر الأمن والثقة أمران بالغا الأهمية لضمان التبادل الموثوق للبيانات والمعلومات عبر الإنترنت، خصوصاً وأن التحول الرقمي ينطوي على تحديات جديدة بمجال الأمن السيبراني. وتحدث عدد من قادة القطاع خلال الندوة عن أهمية السياسات الداعمة لتشجيع التنمية في المجالات التي قد تبدو أقل جاذبية لشركات الاتصالات مثل البنية التحتية للمناطق النائية، وكذلك الحاجة إلى تحديد أساس واضح لمفهوم الأمن السيبراني مع معايير مشتركة لضمان التحول الرقمي الآمن. وأجمع المتحدثون على أن الثقة الرقمية يجب أن تستند إلى الحقائق، وأن أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي من خلال تبني معايير مشتركة يمكن التحقق منها. وخلصت الندوة – التي تم تنظيمها برعاية شركة هواوي – إلى أن التعاون الرقمي بين الأطراف المعنية هو أمر ضروري لوضع هيكلية واضحة من شأنها خلق بيئة مفتوحة وشاملة للتنمية المستدامة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات.
|