المحليات
مظاهر العيد في ديرتي سابقا ” ثلوث المنظر ”
نور الأخباريه _ خلود الاسمري كان في الماضي قبل خمسين عام أختلفت متأثرة بتطور الحياة البشرية ، فهناك عادات استمرت وعادات أندثرت ، وأستحدثت أخرى ، ولكن الشيء الوحيد الذي ليس فيه اختلاف هو الفرحة بقدوم العيد. رغم بساطة الحياة قديماً إلا أنه كان زمناً جميلاً يعطي للإنسان سعادة دائمة لا توصف، وكان للعادات معنى وقيمة رغم بساطتها، كنا نستقبل العيد بكل فرحه، كانت ربات البيوت يقومن بتنظيف منازلهن وتجهيزها لم نكن ندهنها بالبويات او نغير الالوان كان نغسلها بالماء “بالوايت ” حتى تنظف ونبدأ بتغير أغطية الفرش والخداديات ونبدأ بتجهيز طبق الحلوى والقهوه العربيه والتمر ، وتزين المنازل ليلاً بالانارات البسيطه . ما زلت أتذكر فرحتي بأن كل ما سأرتديه جديد، ومن أهمها فستان العيد، ولابد أن يكون للشراب طابع خاص مزركش بالكلف والدانتيل وطوقاً لتزين به شعري ، كنا قبل يوم العيد أتذكر لحظات لن تنسى وأيدينا مربوطة بقطعة قماش لحماية الحناء وقت النوم، وكان للحناء رائحة تتميز بها، وتجهيز لبس الاولاد الثياب والاشمغه والطواقي . وفي صباح اليوم الاول للعيد يذهب والدي واخوتي لاداء الصلاه ، فيظهر الجميع بأبهى حلة وبالملابس الجديدة ، فبعد أداء الصلاة يكون الشارع مكاناً للقاء الأحبة وكأنهم في بيت واحد يقومون بالمعايده على بعضهن البعض وينصرفون لمنازلهم وتكون ضيافة المعايدين في كل منزل عباره غضارة تعد من قبل ربات البيوت وهي الاكلات الشعبيه لافطار المعايدين والزوار لكل بيت ، نتجمع نحن الفتيات والاولاد كل فريق على حده كنا نطوف على المنازل لأخذ العيدية وننشد بصوت مرتفع وجماعي ( نبي عيديتنا ) فيخرج أهل المنزل حاملين (سلة الحلوى) فيها حلاوة وحمص وحلاوة الطحينية وحلاوة العسل) وبعض الأسر كانت تقدم نقودا في العيديه للاطفال . ومن أبرز مظاهر العيد قديماً وحديثاً التي يجتمع عليها الناس هي ما يطرحه الأهالي صبيحة يوم العيد من وجبات وأصناف منوَّعة من الأكلات الشعبيه ، يتفنن أهل كل بيت في طبخها ومنها ( الخمير والعصيد والقرصان والسمن والعسل ، والعيش بلبن ) في تقليد معروف باسم العيد، وهذا التقليد الطيِّب كان له حضور في الأمثال المرتبطة بالعيد في القديم. ، ثم تبدأ مراسم الاحتفال البسيطة بالسلام والمعايدة ثم يبدأ الجميع بتناول وجبات المعده من قبل كل بيت .. يقومون بالتنقل بين جميع الأطباق في أجواء اجتماعية تسودها المحبة والألفة وتعلوها الابتسامة والضحكات فرحة بالعيد السعيد . أما النساء في هذا اليوم المميز يردتين الفساتين الجديدة والذهب كالغوايش ( الأساور ) والقلائد والساعات ، ثم تبدأ جولتهن في معايدة الجيران . ثم نتوجه إلى بيت الجد لتناول الوجبات الذي أعدته الأمهات والعمات بعدها يسلم الجميع على الجد الذي يعايدهم بالنقود ، كان يخصص اليوم الأول للأهل، واليوم الثاني لزيارة الأقارب والجيران . . |