ماهر طلعت عبدالعزيز – الخبر
- كيف تكون حياتنا كاملة مسجلة في كتاب من قرون مضت؟!
- كيف يعشق أمير أميرة جميلة لأنها رأت رسمه من قبل؟!
- كيف لأب انتظر ابنه طويلاً أن يتركه في الجبال ويرحل؟!؟!
- كيف للكهنة أن يستطلعوا طوالع البشر بصدق؟!
- وكيف لبشر أن يوكل أمره إلى الله لحظة الختام لأخذ الحق؟!
وشغفها حباً لتحقق أمنية إنجاب طفل منه؟!
- كيف لعظيم في القتال يُخطر العدو أن أباه سيأخذ بثأره وهو لم يكن يعلم أنه قُتل على يد أبيه الذي يبحث عنه؟!
- كيف لابن يخطو وراء إبليس في كل خطواته أن يجازي أباه بإراقة دمه لأجل نيل الحكم؟!
- كيف للظلم أن يستتب على الحق؟! وكيف يتكتك الحق كي ينتصر؟!
- كيف لعقلاء أن يكذبوا؟!… وكيف كانت الرسائل في الآف السنين الماضية أن تصل؟!
- كيف كانت الأبطال تقاتل وتنتصر؟!
- وكيف لقاصد الشمال من الجنوب أو إي اتجاه تخليص أسرى ومواجهة مسار معارك الحياة في طريقه؟!
- كيف للعروس في ذلك الزمان أن تختار عريسها وتقدم له باقة ريحان إعلان قبوله أمام الخلق؟!
- كيف كان يعرض الدين وتدعى الناس إليه؟!
- كيف كانت البنات تتوجه لسفح الجبل للغزل؟!
- وكيف لقلعة كاملة وحياة أن تُسعد بتربية دودة سقطت من فتحة تفاحة على الأرض؟!
- كيف يتم الزواج للمصالحة؟!… وكيف يطلب الثأر؟!
- وما الحكاية الحقيقة لعشق شيرين وفرهاد؟!
أسئلة لا ترتبط بصلة إلا في شيء واحد فقط…..
هو أنها تحمل ((مضامين الحياة))……
كل ذلك الحبر المدفون على صفحات الورق مشكلاً حروف مفردة أو متصلة مجموع فيما يعرف بالغلاف لم يكن هراء…… تجاوزت الكثير والكثير…. حتى حدود التاريخ.
تساءلت… لماذا ندرسُ التاريخ في مدارسنا؟؟؟!!!
وهذه الكلمات والسطور لا نمر عليها؟؟؟!!!
هذه الكتب التي تحمل في فحواها ما يصل بالنفس البشرية ويسمو بها إلى أرقى درجات الكمال….. لماذا الكثير منا غافل عنها؟؟؟!!!
وإن كانت ثلاثة أو أربعة كتب تحمل كل هذا, فماذا تركوا للبقية؟!
ذلك الجلال والانبهار الذي خالجني جعلني أنقش……
………. إعادة الصياغة ………
فقررت أن أفتح الكتاب… واجعله صفحات منشورة ليست بورقية…
وكأن عقلي الباطن يقول:
(( لا يجب أن أعيد الرسم….. الرسم موجود ))
وفي النهاية…… صدقت الحكاية……
وبعد أن أنهيت كافة اللوحات عرفت أن النقش قوالب…
التلوين, التذهيب, الرسم, رسم الوجوه, استخدام المسطرة, تنظيم الصفحات, تخزينها وإخفائها, السرية في الإعداد, الإهداء, وغيرها…. أوراق, أغصان, أزهار وأشجار, طيور مختلفة, غيوم ملتوية, غابات وغزلان وسلاطين وقصور, خيول وصيادون….. وحكام…..
الرسوم عبارة عن قوالب من كتب قديمة أو قوالب يرسمها نقاشون كلاً مسئول عن قالبه. وهذه القوالب تصبح مع الزمن أجزاء من حكايات!!!
وكما قال أورهان باموق: ” الصفحات المرسومة يمكن أن تدخل كتباً أخرى ومجلدات, وتعيش إلى مالا نهاية مستمرة بعرض عالم الله”
” فالرسم والسعادة يشكلان نقطة البداية………..”