هيفاء الأمين – أبوظبي
في يوم الخميس الموافق 25-ابريل 2019، بجناح مؤسسة بحر الثقافة بمعرض أبوظبي للكتاب 2019، وبحضور سمو الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان مؤسس ورئيس مجلس إدارة ” بحر الثقافة ” بأبوظبي وبحضور كبار الشخصيات وسمو الشيخات من آل حامد وصديقاتهن وحشد كبير من المثقفين، والوجوه الثقافية والإعلامية والأدبية ومحبي الأدب والكتاب.
.بدأ الدكتور أحمد الخليع محاضرته بالإشارة إلى أنّه لا وجود للدين من دون ثقافة موسيقية، وأنّ الترانيم هي موسيقا تستجيب لفطرة الإنسان المجبولة على محبّة الجمال، وأنّ الإنسان نفسه يستجيب بشكل فطريّ لسماع الموسيقا؛ ولذلك حثّت الأديانُ الإنسانَ نفسه على الاستجابة لفطرته متوسّلة بالموسيقا، وجعلتْها تترجم علاقة الإنسان بالمطلق في كلّ الأديان.
وذكر الدكتور أنّ هناك خمس ميّزات للترانيم، أوّلها أنها ذات بعد روحيّ، لأنها لا تستدعي غرائز الجسد ولا شهوات النّفس بل تزكِّيها وتطهِّرها، وثانيها أنّها ذات بعد أنطولوجيّ؛ لأنها تُضفي على الإنسان معنى وجودياً، وتجعل علاقته بالمتعالي تقوم على المحبّة والجمال، وثالثها أنّها ذات بعد إنسيّ؛ لأنّها تخاطب الإنسان من حيث هو نفخة إلهيّة وخليفة لله على الأرض من دون أن تميِّز إنساناً من آخر من حيث العرق واللون والجنس والدين، ورابعها ذات بعد كونيّ؛ من حيث أنّها تبني علاقة سويَّة للإنسان بالطّبيعة، وتنتقل بالطّبيعة من كونها طبيعةً جامدة إلى كونها ” طبيعةً آيةً” تدلّ على وحدانيّة الحقّ من خلال فعل التّسبيح، وخامسها أنّها ذات بعد رساليّ؛ لأنّها تحمل للإنسان قيماً جماليّة مثاليّة منها قيمة المحبّة، وقيمة التّسامُح، والاعتراف بالآخر، والدّعوة إلى السلام والوئام اللذين يحققان للإنسان إنسانيّته، ويرتقيان بها، ويجعلانه مؤهلا للدّخول في حقل ” الإنسانية ” والاتّصاف بها بجدارة.
فضيف الجلسة هو أحمد الخليع، موسيقي وإعلامي والأجمل من الاثنين هو أنه عاشق لله ويعبّر عن عشقه بأجمل الأشكال وهي الفنون.. والخليع قائد فرقة “ابن عربي” وإعلامي مغربي حاصل على درجة الدكتوراه في التصوف والموسيقى الروحية من جامعة السوربون الفرنسية، وعازف قانون من الطراز الأول، وهو مؤسس فرقة ابن عربي وله عدة برامج على القنوات الفضائية منها السماع الصوفي عبر العالم ومقامات صوفية وحوارات صوفية. وادار الجلسة في “محبة” وتأخذ الكلمة مع ضيفنا أبعادها الإنسانية والروحية، فقد اختار المحبة عنوانا ونهجا وفلسفة في عالم كم يحتاجها بعدما أتعبته مادية هذا العصر.
وهو مغرم بفن السماع ومولع بالشعر الصوفي، قرّر أحمد الخليع تكوين فرقة موسيقية هاوية منذ نهاية الثمانينيات وتحوّلت إلى الاحتراف في بداية التسعينيات واختار لها اسم ” ابن عربي” ذلك الصوفي الذي اختزل فلسفته في الحب الكوني الذي لا تهمّ معه الطرق المسلوكة ما دام يوصل إلى الذات الإلهية.
خيّم على البرنامج جوّ من المحبة والراحة النفسية مع موسيقى فرقة ” ابن عربي” المغربية والتي يتكلّم مؤسسها أحمد الخليع بالنيابة عن أعضائها. وانهوا الجلسة بموشحات بالصلاة على نبي الهدى وذكره وردد الحضور معه والفرقة المرافقة .