هيفاء الأمين – أبوظبي
في يوم الخميس الموافق 25-ابريل 2019، بجناح مؤسسة بحر الثقافة بمعرض أبوظبي للكتاب 2019، وبحضور سمو الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان مؤسس ورئيس مجلس إدارة ” بحر الثقافة ” بأبوظبي وبحضور كبار الشخصيات وسمو الشيخات من آل حامد وصديقاتهن وحشد كبير من المثقفين، والوجوه الثقافية والإعلامية والأدبية ومحبي الأدب والكتاب. شهد جناح المؤسسة المزدان بالمحبة المتفرد بأبهى صورة للكتب المعلقة على جدرانه.
وفي ندوة عن الدّيوان العربيّ الكبير لابن العربيّ الحاتميّ في جناح مؤسسة بحر الثقافة والتي قدّمتها د.حصة لوتاه وعرفت فيها عن المحاضر د.عبدالإله بن عرفة الحاصل على الدكتوراه في علم الدلالة متابع لدروس الماجستير خريج دار القرأن وعلومه وعلم الحديث من علامة عصره مدير مشرف اتحاد الجامعات العالم الإسلامية، وله مجموعة من التحقيقات العلمية وكتب التراث الأندلسي. وبالإشارة إلى أنّه تضلّع من علوم العربيّة واللسانيات والعلوم الشرعية، وحاز فيهما على شهادات عليا من جامعات المغرب والجامعات الفرنسية، ثم يمّم وجهه شطر العلوم الحديثة فدرسها بتمعُّن وتبحُّر، وحاز فيها على درجة الدكتوراه أيضاً، وأنتج في ذلك مجموعة من الكتب القيّمة تربو على العشرات، وتفرّغ بعد ذلك للبحث في تراث ابن العربيّ الشعريّ وتحقيقه، بعد أن قتل الباحثون نثره دراسة وتحقيقاً، ونشروا معظم تحفته النثرية العظيمة ( الفتوحات المكية)، لكن شعره بقي مجهولا إلى أن أتيح للباحث العكوف عليه في مظانّه المخطوطة، ومن حسن الحظّ، كما يقول الباحث، أنه وجد معظم هذا الشعر، وحققه، وأخرج حتى الآن سفرين مجلدين منه عن دار الآداب في بيروت، وقد طبع الجزء الأول في العام الماضي، أما الجزء الثاني فظهر هذا العام عن الدار نفسها. كتاب تفسير ابن عربي ويضم تفسيره للقرآن، وكتاب الفتوحات المكية، المكون من 37 سفر و560 بابا، والذى وصف بأنه من النصوص الصوفية الموغلة فى التعمق وأن لغته رمزية، له نشرة علمية محققة ومعتمدة أكاديمياً في الدراسات الجامعية وهى نشرة الدكتور عثمان يحيى، وتعد طبعة نادرة .
أيضا كتاب فصوص الحكم، الذى أثار جدلا كبيراً فى وقته ولازال مصدرا للجدل. وديوان ترجمان الأشواق، الذى خصصه لمدح نظام بنت الشيخ أبى شجاع بن رستم الأصفهاني التي عرفها في مكة سنة 598 عندما قدم إليها لأول مرة قادما من المغرب. وكتاب شجرة الكون، وكتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام، وكتاب اليقين، الذى تناول موضوع اليقين الذى حير عديد من فلاسفة ذلك العصر.
وفي رأي الباحث أن قضية الرمز مهمة جداً في ديوان ابن العربيّ، وأنه وظف هذا الرمز من خلال قوالب حسية، وتوسّل بالغزل للوصول إلى المعاني التي أراد إيصالها إلى المتلقي، وأن ابن العربي أعطانا أيضاً مفاتيح لفهم شعره عموماً، وأن ديوانه المنشور يعطينا صورة حميمة عنه بوصفه إنسانا أحب وتألم كغيره من البشر، ولذلك ينبغي أن نحرص على تأويل شعره تأويل عرفانياً جديرا بما ذهب إليه في شعره كله.
وختمت د. لوتاه الجلسة بشكر د. عرفة على هذا الجلسة الثقافية الممتعة والشيقة والمفيدة والداعمة للغة العربية وهي دراسة مهمة تنصح بها القارئ العربي و” أن هذا الديوان الكبير” لـ ابن العربي الحاتمي تحقيق ودراسة لمخطوطه جديرة بدراسته لما يحتويه.